نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 189
هؤلاء إلى تسعة أشخاص على ما في كتابه " إعجاز القرآن " ونحن نذكر ثلاثة من هؤلاء على سبيل المثال : 1 - مسيلمة الكذاب ، الذي تنبأ باليمامة في بني حنيفة على عهد رسول الله ، وزعم أن له قرآنا ينزل عليه ، ومن قرآنه هذا قوله - حين قال له عمرو بن العاص : أعرض علي ما تقول - : يا ضفدع نقي فإنك نعم ما تنقين ، لا واردا تنفرين ، ولا ماء تكدرين ، يا وبر يا وبر ، يدان وصدر ، سائرك حفر نفر . قال الخطابي : إنه كلام خال من كل فائدة ، لا لفظه صحيح ، ولا معناه مستقيم ، ولا فيه شئ من البلاغة ، وإنما تكلم هذا الكلام الغث لأجل ما فيه من السجع [1] . وقال مسيلمة - حول حيوان بري في مقابل كلامه السابق حول حيوان بحري - : الفيل ما الفيل ، وما أدراك ما الفيل ، له مشفر طويل ، وذنب أثيل ، وما ذلك من خلق ربنا بقليل [2] . وقد أحسن الخطابي في نقد هذا الكلام بقوله : يا فائل الرأي ، افتتحت قولك به " الفيل ما الفيل ، وما أدراك ما الفيل " فهولت وروعت ، وصعدت وصوبت ، ثم أخلفت ما وعدت ، وعلى ذكر الذنب والمشقر اقتصرت ، ولو كنت تعرف شيئا من قوانين الكلام وأوضاع المنطق ورسومه لم تحرف القول عن جهته ، ولم تضعه في غير موضعه ، أما علمت يا عاجز أن مثل هذه الفاتحة إنما تجعل مقدمة لأمر عظيم الشأن ، فائت الوصف ، متناهي الغاية في معناه ، كقوله تعالى * ( الحاقة * ما الحاقة * وما أدراك ما الحاقة ) * و * ( القارعة * ما القارعة * وما أدراك ما القارعة ) * فذكر يوم القيامة ، وأتبعها من ذكر أوصافها ، وعظيم أهوالها ما لاق بالمقدمة ؟ [3] . هذا بالإضافة إلى أن هذا النسق من الكلام أسلوبه مقتبس من القرآن الكريم ومعلوم أن اقتباس الأسلوب وتبديل كلمة بأخرى ليس مما يعارض به الأصل ، لأن للمعارضة شروطا ، منها : أن يأتي كل من الطرفين بأمر جديد محدث ، يساوي
[1] بيان إعجاز القرآن للخطابي : ص 55 . [2] بيان إعجاز القرآن : ص 55 . [3] المصدر السابق : ص 66 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 189