نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 185
الشئ ، أي فاته . وإحداث العجز ، يقال : أعجز فلان فلانا ، أي صيره عاجزا . ووجدان العجز ، يقال : أعجز فلان فلانا ، أي وجده عاجزا [1] . وأما في الاصطلاح فقد عرف بتعاريف مختلفة باختلاف قيودها ، قال في تجريد الاعتقاد : المعجزة ثبوت ما ليس معتادا ، ونفي ما هو معتاد ، مع خرق العادة ومطابقة الدعوى [2] . وقال في البيان : هو أن يأتي المدعي لمنصب من المناصب الإلهية بما يخرق النواميس الطبيعية ، ويعجز عنه غيره شاهدا على صدق دعواه [3] . وقال السيوطي : المعجزة أمر خارق للعادة ، مقرون بالتحدي ، سالم عن المعارضة [4] . وقال العلامة الطباطبائي : هو الأمر الخارق للعادة ، الدال على تصرف ما وراء الطبيعة في عالم الطبيعة ونشأة المادة ، لا بمعنى الأمر المبطل لضرورة العقل [5] . ولا يبعد أن تكون جميع هذه التعاريف ناظرة إلى أمر واحد ، وإن قصر بعضها عن بيانه ، وهو أن المعجز أمر خارق للعادة لا لحكم العقل ، فلا يمكن الجمع بين النقيضين حتى بالإعجاز ، ويمكن جعل الشجرة تثمر حالا ، لأن تحقق الأثمار عادة يتوقف على شروط لا تتحقق عادة إلا بعد مضي زمان ، ولكن ربما تحصل هذه الشروط فورا بالإعجاز ، وهذا هو معنى خرق العادة . ويشترط في المعجز أيضا مطابقته للدعوى ، فما روي عن مسيلمة من أنه تفل في بئر ليكثر ماؤها فذهب ماؤها أجمع ليس بمعجز . ويشترط أيضا أن لا يكون هناك من يعارض مدعي النبوة فيما يتحدى به ، بحيث يستطيع غيره أن يأتي بمثل ما أتى به ، إذ لا يكون حينئذ ما أتى به ذلك النبي معجزا ، وقد تقدم ما يشير إلى ذلك .
[1] أقرب الموارد : مادة " عجز " . [2] كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد : ص 196 . [3] تفسير البيان : ص 20 . [4] الإتقان : ج 2 ص 116 . [5] الميزان في تفسير القرآن : ج 1 ص 73 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 185