نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 186
إعجاز القرآن : لا ريب في أن القرآن معجز خارق للعادة ، غير مقدور للبشر الإتيان بمثله ، ولا حتى الإتيان بمثل سورة من سوره ، ولم يختلف في هذا أحد من المسلمين وإن اختلفوا في وجه إعجازه . وأما غير المسلمين - ممن كان ينكر إعجاز القرآن - فلربما يكون قد استدل على ذلك بأمور سخيفة توجب فضح المستدل بها ، كما حكاه القرآن الكريم عنهم بقوله : * ( ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين ) * [1] . فجهل هؤلاء قد دفعهم إلى دعوى سخيفة ، وهي أن هذا القرآن العربي - الذي بلغ الغاية في فصاحته وبلاغته - تعلمه النبي ( صلى الله عليه وآله ) من أعجمي لا يحسن العربية . وكذلك ، فإن ما يدعيه بعض المستشرقين من أن القرآن من صنع محمد - حتى أن أحد من يعدونه من أصحاب الآراء الحرة ومن طلاب الحقيقة إذ لا يأخذ إلا بما تؤدي إليه دراسته وبحوثه في الشريعة الإسلامية ، وهو جرونيبادم مؤلف كتاب " حضارة الإسلام " - نص على أن القرآن لم يوح إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأكمله ، بل كان يوحى إليه رؤي قصيرة ووصايا وأمثال وقصص ذات مغزى أو أحاديث في أصول العقيدة [2] . وإنه لعجيب حقا أن من له معرفة وتعمق في الآداب العربية وله ذوق سليم وإنصاف نجده يقول : إن هذا القرآن هو من صنع نبي أمي ، معروف بأنه لم يدرس عند أحد ، وهو يتحدى الناس كلهم أن يأتوا بمثله ، بل بعشر سور ، بل بسورة من مثله ، ثم يعجزون على مدى التاريخ ، وهم أبرع الناس وأعرفهم بهذا الأمر . مع أن هذا المستشرق لم ينقل عن أحد أنه أتى بسورة من مثله ، فهل يكون قوله هذا " إن القرآن من صنع محمد " إلا تجاهل لهذه الحقيقة أو عدم توجه منه
[1] النحل : 103 . [2] نقله عنه عبد الكريم الخطيب في كتاب " النبي محمد " : ص 286 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 186