نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 184
غيرهم ، وسيأتي بيان ذلك إن شاء الله . وأما بالنسبة إلى النوع الثاني فيختلف المعجز أيضا فيه باختلاف الأديان ، فما كان لدين موقت كان المعجز فيه موقتا ، وما كان لدين خالد كان المعجز فيه خالدا ، وذلك هو السر في كون المعجز لموسى ( عليه السلام ) أمرا مشاهدا يختص بالمشاهدين وبمن يعيش في ذلك العصر أو بعده بقليل ، بحيث يتسنى له أن يطلع على خبر تلك المعجزة عن طريق التواتر القطعي . وذلك هو السر أيضا في كون معجزة نبي الإسلام أمرا عقليا يبقى ببقاء الدنيا لأنها لدين خالد باق كذلك . وبهذا احتج بعض المحققين على بعض أفراد اليهود حيث قال له : إن كانت شريعة موسى عامة لجميع البشر فحيث لم تكن معجزاته ( عليه السلام ) مشاهدة فلابد من الأخبار المتواترة الدالة عليها ، وهي مفقودة ، لأن عدد المخبرين في كل جيل لم يبلغ عددا يمنع العقل من تواطئهم على الكذب ، فحينئذ إذا لزم على الناس تصديقكم بما تخبرون به فلم لا يجب على الناس تصديق المخبرين الآخرين في نقلهم عن أنبيائهم ؟ ولم لا تصدقون الأنبياء الآخرين ؟ ! وأجاب : إن معاجز موسى ثابتة عند كل من اليهود والنصارى والمسلمين ، وأما معاجز غيره فلم يعترف بها الجميع فنحتاج إلى الإثبات . فقال له : إن معجزات موسى لم تثبت عند المسلمين ولا عند النصارى إلا بإخبار نبيهم بذلك لا بالتواتر ، فإذا لزم تصديق المخبر الذي يدعي النبوة لزم الإيمان به . وأما القرآن الكريم الذي كان آية لنبوة رسول الإسلام كان إعجازه باقيا في كل زمان ، فصار حجة لجميع الناس في كل عصر [1] . الإعجاز لغة واصطلاحا : لقد جاء في اللغة عدة معان لكلمة " المعجز " مثل : الفوت ، يقال : أعجزه