نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 183
فيهما رواج باهر [1] . ويقول بعض العلماء : إن في الفصلين الثالث عشر والرابع عشر من التوراة الرائجة اليوم تفصيلات مطولة في كيفية تطهير القروح والبرص والقوباء [2] . إذا ، فقد اقتضت الحكمة أن تكون معجزة عيسى من هذا القبيل ، مثل شفاء الأبرص والأعمى والأكمه وغير ذلك . وفي رواية عن أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) : إن الله بعث عيسى في وقت قد ظهرت فيه الزمانات ، واحتاج الناس إلى الطب ، فأتاهم من عند الله بما لم يكن عندهم مثله ، وبما أحيا لهم الموتى ، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله ، وأثبت به الحجة عليهم [3] . وهكذا أيضا تكون الحال بالنسبة لنبي الإسلام محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فإن عصره كان متميزا بالأدب والبلاغة والفصاحة ، وبرع الناس في ذلك ، وأقاموا المواسم ، وعقدوا الندوات والمحافل للمفاخرة بالرقي فيه [4] . ويقول البعض : إنه كان يقدر المرء على ما يحسنه ، وبلغ من تقديرهم للشعر أن عمدوا لسبع قصائد من خيرة الشعر القديم ، وكتبوها بماء الذهب في القباطي ، وعلقت على الكعبة ، فكان يقال : هذه مذهبة فلان [5] . وفي تتمة الرواية المتقدمة عن أبي الحسن الهادي ( عليه السلام ) : إن الله بعث محمدا في وقت كان الغالب على أهل عصره الخطب والكلام - وأظنه قال : والشعر - فأتاهم من عند الله من مواعظه وحكمه ما أبطل به قولهم ، وأثبت به الحجة عليهم . ومن هنا نرى أن معجزة نبي الإسلام اختصت بتفردها وتميزها في هذا المضمار ، فكان القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة بالبيان والبلاغة ، وهو حجة دامغة على كل من برع ومهر في هذا الأمر ، وبشهادة هؤلاء يصير حجة على
[1] تفسير البيان للإمام الخوئي : ص 25 . [2] راجع مقدمة آلاء الرحمن للبلاغي : ص 4 . والقوباء : داء في الجسد يتقشر منه الجلد ، جمعه : قوب . [3] الوافي للفيض الكاشاني : ج 1 ص 33 . [4] راجع مقدمة آلاء الرحمن : ص 5 . [5] تفسير البيان : ص 25 عن العمدة لابن رشيق .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 183