نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 115
نفسه ، ويأتي في كل حادثة بآية - إلى أن قال : - فاستعان في كتب ما ينزل عليه في الحوادث الواقعة بعدوين له في دينه عدلين عند أعدائه ، ليعلم الكفار والمشركون أن كلامه في ثاني الأمر كلامه في الأول غير مغير ، ولا مزال عن جهته فيكون أبلغ للحجة عليهم ، ولو استعان بوليين مثل سلمان وأبي ذر وأشباههما لكان الأمر عند أعدائه غير واقع هذا الموقع ، وكان يتخيل فيه التواطؤ والتطابق ، فهذا وجه الحكمة في استكتابهما [1] . وقد عده الحلبي في السيرة من كتاب الوحي ، وكذلك عده القرطبي في الاستيعاب من كتاب الوحي أيضا . وعبارة اليعقوبي فيها إشارة إلى ذلك أيضا حيث عده في جملة من كتبوا الوحي والكتب والعهود . 5 - معاوية بن أبي سفيان : أورد الصدوق حديثا عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - ومعاوية يكتب بين يديه وأهوى بيده إلى خاصرته بالسيف - : من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف . فرآه رجل ممن سمع ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما وهو يخطب بالشام على الناس ، فاخترط سيفه ثم مشى إليه ، فحال الناس بينه وبينه ، فقالوا له : مالك ؟ قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف . قال : فقالوا : أتدري من استعمله ؟ قال : لا . قالوا : أمير المؤمنين عمر . فقال الرجل : سمعا وطاعة لأمير المؤمنين . وقال الصدوق : إن الناس يشبه عليهم أمر معاوية بأن يقولوا كان كاتب الوحي ، وليس ذلك بموجب له فضيلة ، وذلك أنه قرن في ذلك إلى عبد الله بن سعد ابن أبي سرح ، فكانا يكتبان الوحي [2] . وفي كلام اليعقوبي إشارة إلى ذلك حيث عده في جملة من كتبوا الوحي والكتب والعهود كما تقدم .