نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 116
وقال الحلبي في السيرة : وقال بعضهم : كان معاوية وزيد بن ثابت ملازمين للكتابة بين يدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الوحي وغيره ، لا عمل لهما غير ذلك [1] . وقد تقدم ذلك في ذكر زيد . لكنك إذا تدبرت فيما نقلناه وجدت أن ما عدا ما نقلناه عن الحلبي في السيرة لا يدل على أن معاوية كان يكتب الوحي ، بل أقصى ما يدل عليه هو أنه كان يكتب للنبي ( صلى الله عليه وآله ) . ولو صح لنا الاستناد إلى ما في السيرة بمفرده وقلنا إنه كان يكتب الوحي له ( صلى الله عليه وآله ) فمن الواضح أن كتابته لم تكن إلا لأيام قلائل حيث إنه قد أسلم قبل وفاته ( صلى الله عليه وآله ) بمدة يسيرة . وقد أنكر جماعة كتابته للوحي منهم العلامة الحلي ( رحمه الله ) حيث قال في كشف الحق : كان إسلام معاوية قبل موته ( صلى الله عليه وآله ) بخمسة أشهر . وطرح نفسه إلى العباس ليشفع له إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيعفي عنه ، ثم شفع إليه أن يكون من جملة خمسة عشر ليكتب له الرسائل [2] . وحول هذا الموضوع كتب الأستاذ العقاد في كتابه " معاوية بن أبي سفيان في الميزان " يقول فيه : وقد تعلم معاوية القراءة والكتابة والحساب . وتتفق الأخبار على كتابته للنبي ( صلى الله عليه وآله ) ولا تتفق على كتابته للوحي ، ولا على حفظه لآيات من القرآن تلقاها من النبي ، كما كان كتاب الوحي يتلقون الآيات لساعتها . والأرجح أنه لم يكن معروفا بحفظ شئ من كتابة الوحي في أيام جمع القرآن الكريم . ولو علم عثمان - وهو من ذوي قرابته - أن عنده مرجعا من المراجع يثوب إليه لرجع إليه كما رجع إلى غيره [3] . ولا مجال لنا هنا لاستقصاء المنكرين لكتابة معاوية للوحي ، وقد عرفت جميع ما تقدم - ما عدا ما نقلناه عن الحلبي في السيرة - إذ لا يدل على ذلك ، حتى كلام الصدوق ، فإن كلامه إنما هو على فرض صحة قول الناس لذلك ، فإنه لا يوجب له شرفا ولا منزلة .
[1] السيرة الحلبية : ج 3 ص 327 . [2] كشف الحق ونهج الصدق : ص 11 . [3] معاوية بن أبي سفيان في الميزان : ص 164 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 116