نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 103
وربما يورد سؤال آخر أيضا هنا وهو : ماذا نصنع بالرواية المتقدمة الدالة على أن عثمان هو الذي رتب سور المصحف ؟ والرواية هي : ما سبق عن أحمد في مسنده : من أن ابن عباس قال لعثمان : ما حملكم على أن عمدتم إلى الأنفال وهي من المثاني ، وإلى براءة وهي من المئين ، فقرنتم بينهما ولم تكتبوا ( أي بسم الله الرحمن الرحيم ) - إلى أن قال عثمان : - كانت الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة ، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا ، وكانت قصتها شبيهة بقصتها ، فظننت أنها منها ، فقبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولم يبين لنا أنها منها ، فمن أحل ذلك قرنت بينهما . . . الخ [1] . أما الجواب عن السؤال الأول : فبما قيل من أن اختلاف الجامعين في ترتيب سور القرآن لعله كان قبل وقوفهم على أنه أمر توقيفي ، ولابد وأن يؤخذ من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وقبل أمر النبي ( صلى الله عليه وآله ) بتأليف القرآن من الرقاع ، فهم رتبوا ما سمعوه من النبي ( صلى الله عليه وآله ) لأنفسهم بحسب آرائهم ، وأما بعد تأليف القرآن من الرقاع بأمر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ومعرفتهم بترتيبه له لجميع المسلمين على هذا النحو فالواجب عليهم متابعته في ذلك أيضا . وأما عن السؤال الثاني : فبما قيل أيضا من أن الحديث ضعيف ، لأن في السند يزيد الفارسي الذي عده البخاري في الضعفاء ، وعن الشيخ أحمد شاكر في تعليقه له على هذا الحديث أنه حديث لا أصل له [2] . ويزيد الرواية ضعفا ما ورد عن أبي هلال حدثنا مالك بن دينار عن يزيد الفارسي كاتب عبيد الله بن زياد . . . فالرجل إذا لا يبالي أن يكون من أعوان حتى قتلة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليهما السلام ) . هذا في سند الحديث ، وأما في دلالته على ما نحن بصدده فهي أيضا محل
[1] الإتقان : ج 1 ص 62 ، مسند أحمد : ج 1 ص 57 مسند عثمان . [2] مباحث في علوم القرآن لمناع القطان : ص 144 .
نام کتاب : بحوث في تاريخ القرآن وعلومه نویسنده : السيد مير محمدي زرندي جلد : 1 صفحه : 103