في مع ، ويجوز أن تكون الهاء في ( به ) تعود على الرسول ، والعائد على المبتدأ محذوف وسوغ ذلك طول الكلام ، وأن تصديق الرسول تصديق للذي أوتيه . والقول الثاني أن " ما " شرط واللام قبله لتلقى القسم كالتي في قوله " لئن لم ينته المنافقون " وليست لازمة بدليل قوله " وإن لم ينتهوا عما يقولون " فعلى هذا تكون " ما " في موضع نصب بآتيت ، والمفعول الثاني ضمير المخاطب ، ومن كتاب مثل من آية في قوله " ما ننسخ من آية " وباقي الكلام على هذا الوجه ظاهر . ويقرأ " لما " بفتح اللام وتشديد الميم . وفيها وجهان : أحدهما أنها الزمانية : أي أخذنا ميثاقهم لما آتيناهم شيئا من كتاب وحكمة ، ورجع من الغيبة إلى الخطاب على المألوف من طريقتهم .
والثاني أنه أراد لمن ماثم أبدل من النون ميما لمشابهتها إياها فتوالت ثلاث ميمات فحذف الثانية لضعفها بكونها بدلا وحصول التكرير بها ، ذكر هذا المعنى ابن جنى في المحتسب ، ويقرأ آتيتكم على لفظ واحد ، وهو موافق لقوله " وإذ أخذ الله " ولقوله " إصري " ويقرأ آتيناكم على لفظ الجمع للتعظيم ( أأقررتم ) فيه حذف أي بذلك و ( إصري ) بالكسر والضم لغتان قرئ بهما .
قوله تعالى ( فمن تولى ) من مبتدأ يجوز أن تكون بمعنى الذي ، وأن تكون شرطا ( فأولئك ) مبتدأ ثان ، و ( هم الفاسقون ) مبتدأ وخبره ، ويجوز أن يكون هم فصلا .
قوله تعالى ( أفغير ) منصوب ب ( يبغون ) ويقرأ بالياء على الغيبة كالذي قبله وبالتاء على الخطاب ، والتقدير : قل لهم ( طوعا وكرها ) مصدران في موضع الحال ، ويجوز أن يكونا مصدرين على غير الصدر ، لأن أسلم بمعنى انقاد وأطاع ( ترجعون ) بالتاء على الخطاب ، وبالياء على الغيبة .
قوله تعالى ( قل آمنا ) تقديره : قل يا محمد آمنا : أي أنا ومن معي ، أو أنا والأنبياء ، وقيل التقدير : قل لهم قولوا آمنا .
قوله تعالى ( ومن يبتغ ) الجمهور على إظهار الغينين ، وروى عن أبي عمرو الإدغام وهو ضعيف ، لأن كسرة الغين الأولى تدل على الياء المحذوفة ، و ( دينا ) تمييز ، ويجوز أن يكون مفعول يبتغ ، و ( غير ) صفة قدمت عليه فصارت حالا ( وهو في الآخرة من الخاسرين ) هو في الإعراب مثل قوله " وإنه في الآخرة لمن الصالحين " وقد ذكر .