والكون والانسان ؛ وتساعد الطالب على فهم تاريخه الانساني وحضارته ومجتمعه ؛ وتفتح باباً للنقاش العلمي والنقد البناء ؛ وتعطي الأساتذة والباحثين فرصاً واسعة لانجاز مختلف البحوث العلمية في شتى المعارف البشرية . وتعتبر الجامعات أعمدة البحوث العلمية النظرية التي تساهم في وضع الفرضيات والنظريات وإقامة البراهين والأدلة على صحة أو فساد فرضيات أو نظريات أخرى أنشأها علماء طبيعيون آخرون .
ولما كانت الفكرة الرأسمالية تؤمن بتطوير منتوجاتها الصناعية بشكل مستمر حتى تجد اسواقاً دائمية لاستهلاكها ، أصبحت الجامعات التجريبية الغربية العقل الرئيسي للمؤسسات الصناعية الرأسمالية العملاقة [1] .
وعلى صعيد حقن الافراد بأفكار تمجد بأهمية النظام والسلطة السياسية ، فان المؤسسات التعليمية تساهم بشكل فعال في ترسيخ فكرة النظام الاجتماعي وضرورة احترامه ، وأهمية السلطة السياسية واحترام القانون ، ووجوب الامتثال إمام المحاكمة القضائية إذا طلب ذلك . وبالجملة ، فان المدرسة تنشئ اعتقاداً لدى الفرد بأن النظام السياسي انما صمم أساساً لخدمة افراد المجتمع جميعاً ؛ فلهم الحقوق التي أقرها القانون وعليهم الواجبات التي كلفهم بها النظام الاجتماعي .
ولا شك ان النظرية التوفيقية تطرح بديهيات النظرية التعليمية دون ان تتطرق إلى دور الطبقات الاجتماعية المتصارعة في استخدام النظام التعليمي كمطية لتيسير عملية مسك زمام السلطة ، وكسب الثروة ، وتحقيق