الرفعة الاجتماعية . بمعنى ان النظرية التوفيقية تتجاهل الحقائق التي تدين النظام التعليمي في الدولة الرأسمالية ، خصوصاً فيما يتعلق بطبيعة التعليم وتصميم المناهج الدراسية . وتمضي هذه النظرية ، ممارسات النظام التعليمي الأمريكي في القرنين الماضيين بخصوص حرمان الزنوج والهنود الحمر من حق التعليم [1] ؛ وهو تناقض واضح في مبتنيات تلك النظرية ، لأن التعليم المبني على الأساس الطبقي والتمييزي لا يوحد المجتمع على الصعيدين الثقافي والتاريخي ، كما تزعم تلك النظرية .
وقد تولت نظرية الصراع الاجتماعي نقد هذه النظرية التوفيقية وكشف إفلاسها الفكري ، فقالت بأن التعليم عنصر مهم في وضع الفرد الطبقي ، لأن الفرد المتعلم يستطيع أن يحتل موقعاً أعلى في السلم الاجتماعي من خلال وظيفته التي تحتاج إلى كمية معينة من العلوم والاختصاصات [2] . فالطبيب والمهندس مثلاً ، يحتلان موقعاً اجتماعياً أرفع من ذلك الذي يحتله العامل غير الماهر .
ولا شك ان الآباء الأغنياء من الطبقة العليا ينظرون إلى مستقبل أبنائهم نظرة خاصة تضمن لهم الوصول إلى الطبقة المسيطرة . ولذلك ، فإنهم يمهدون لهم طرقاً خاصة لتحقيق أحلامهم . ففي النظام التعليمي البريطاني مثلاً ، يدخل أبناء الطبقة الرأسمالية المدارس الخاصة المعدودة المسماة