responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 41


ويمكن تشبيه الأمر بعبارتين لقائلٍ ما هما :
( وضعت الزينةَ في يوم الاحتفال ) ، ( وضعتُ الزينةَ في يوم الاحتفال ) ، فمن الواضح أن العبارة الأولى تعني أن الاحتفال قد مرّ وأنه وضع الزينة والقوم يحتفلون . بينما العبارة الثاني تعني أنَّهُ وضع الزينة لهذا اليوم ومن الممكن جداً أنَّهُ لم يأت بعدُ إذا أخذتَ العبارة مجرّدةً عن كلّ كلام .
إن شرح الاقترانات اللفظية لتلك الآيات وعلاقتها يستغرق زمناً ويأخذ فصلاً مطولاً ليس من المعقول حشره في هذه المقدمة كما هو معلوم .
المثال الثاني : قوله تعالى عن فرعون في سورة الذاريات :
* ( فتولّى بركنِهِ وقالَ ساحرٌ أو مجنون ) * ( الذاريات 39 ) زعم المفسّرون والنحويون أن الحرف ( أو ) هنا هو بمعنى ( الواو ) . والمعنى لهذه الآية عندهم هو أن فرعون تولّى بركنه يقول عن موسى ( ساحرٌ ومجنون ) ، وسخروا من فرعون وعقله إذ جمع بين السحر والجنون وهما لا يتفقان ( لأنَّ الساحر لطيف الحيلة والمجنون فاقد العقل ) حسب تعبيرهم .
إن المنهج اللفظي يرفض هذه الفكرة من أساسها بناءً على قواعده ، ولا يستخفّه استهزاء المفسّرين من فرعون ليجري ورائهم ، لأنَّ المنهج يجري وراء القرآن .
ويرى المنهج أن ( أو ) ليست من مقول فرعون ، بل هي من مقول الله تعالى ، وأن الله هو الذي يقول عن فرعون أنَّهُ يزعم تارةً أن موسى ( ع ) ساحر وتارةً أخرى أنَّهُ مجنون .
ولمّا كانت أكثر الموارد هي موارد اتهام موسى ( ع ) بالسحر فإنَّ هذه العبارة تحتّم على المنهج البحث في القرآن عن موردٍ اتّهم فيه فرعون موسى ( ع ) بالجنون . فهناك حتماً موردٌ واحدٌ في الأقل هو موضع هذا الاتهام الجديد ، ومن بين ما يقرب من أربعة عشر مورداً تُذكرُ فيها تهمة السحر يتفرّد مورد سورة الشعراء بتهمة الجنون في قوله تعالى :
* ( قالَ إنّ رسولَكُمُ الذي أرسِل إليكمْ لمجنون ) * ( الشعراء 27 ) ويظهر من ذلك أن مورد سورة الذاريات السريع الإيقاع والذي يتم فيه عرضٌ هامٌّ لشؤون الرسل ( ع ) لا يغفل تلك الواقعة التي اتّهم فيها فرعون مصر

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست