شوطاً بعيداً في إعطاء المبررات لهذا التكرار المزعوم والتأكيد على أنَّهُ من الأساليب التي جرت عليها ( عادة العرب ) حسب تعبيرهم . ( تأتي الشواهد على ذلك خلال فصول الكتاب ) .
لنلاحظ الآن الاختلاف في الترتيب لحدثٍ واحدٍ في آيتين من سورتين مختلفتين :
سورة البقرة / 58 وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطةٌ نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين سورة الأعراف / 161 وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطةٌ وادخلوا الباب سجداً نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين نلاحظ هنا أن الاختلاف لم يقتصر على التركيب عموماً ، بل على كلّ مركّب فيه . وأيضاً نلاحظ أنّ الاختلاف لم يقتصر على الترتيب ، بل شمل التغيير بالألفاظ ممّا يؤكّد عند التطبيق التفصيلي الواسع للمنهج على الآيتين أن القرآن لم يكرّر الحدث ، بل الحدثُ نفسه كان مكرّراً في واقعه التاريخي . حيث كانت النتيجة من تكرار الأوامر بصورةٍ مختلفةٍ ثباتَ القوم على نفس النهج ، لأنَّ المركب الذي يتلو ذلك والذي هو شطرٌ من الآية اللاحقة هو الوحيد الذي لم يطرأ عليه أي تغيير لا في الترتيب ولا في الألفاظ وهو قوله تعالى :
البقرة / 59 / / الأعراف / 162 فبدّل الذين ظلموا / / فبدّل الذين ظلموا