responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 34


أمثلة تطبيقية على القاعدة الأولى الفرع الأول سوف نحاول شرح القاعدة الأولى بأمثلةٍ من تراكيب عامة لتجنّب التغيير الافتراضي في الآيات القرآنية ، وذلك لتوضيح القاعدة بمزيد من البيان .
فلو أخذت أي جملة تامة المعنى مثل ( إني أكتب كلماتي على الورق ) وقمت بتثبيت الجملة مع تغيير لفظ واحد أكثر من مرّة هكذا :
( إني أكتب كلماتي على الورق ) ، ( إني أسجّل كلماتي على الورق ) ( إني أسطّر كلماتي على الورق ) ، ( إني أحفظ كلماتي على الورق ) ( إني أضع كلماتي على الورق ) ، ( إني أرسم كلماتي على الورق ) فمن المؤكد أن كلّ عاقلٍ وبليغٍ يرى اختلافاً كبيراً بين هذه التراكيب من حيث المراد الأساسي للقائل . ولا يمكن أن يزعم زاعمٌ أن الأمر سواء في جميع هذه العبارات .
فالسامع يفهم من جملة ( أحفظُ كلماتي ) أن القائل يؤكد على الحفظ ، ويتبادر إلى ذهن السامع أن القائل يفعل ذلك لأنَّه يخشى من ضياع كلماته . وحينما يقول ( أرسم ) فإنَّ السامع يفهم أن القائل مهتم بالخطوط وصورتها وأنه ( معجب ) بكلماته إلى حدّ إنَّهُ يرسمها رسماً . وحينما يقول ( أُسطِّر ) فإنَّهُ مهتمٌّ بإظهار محاسن كلماته بل محاسن نفسه وقدرته على ( التسطير ) ، وهكذا . . فإنَّ تغيير اللفظ قد غيّر المفهوم الناتج من التركيب تغييراً كاملاً ، فلا يمكن أن تكون الأفعال الستة مترادفةً في المعنى أو متساويةً فيه مع ثبوت باقي مفردات التركيب على حالها لفظاً وترتيباً .
إنّ تغيير اللفظ الواحد لا يؤثّر فقط على المعنى المقصود أو الأساسي وحده ، بل يؤثر على باقي مفردات التركيب ظهوراً وخفاءً . فقوله ( أسجّل ) أظهر أهمية المركب ( على الورق ) بشكلٍ أكبر مما في قوله ( أرسم ) أو قوله ( أكتب ) . لماذا ؟ . . لأنَّه حينما يكتب فإنَّهُ يقوم بعملٍ عاديٍّ جداً ويكون ذيل الجملة ( على الورق ) مجرّد إتمامٍ للعبارة ليس مهماً أهميةً خاصةً . ولكن في جملة ( أسجّل ) يفهم السامع أن القائل لا يخبر من خلالها خبراً عابراً ولا يقصد الحفظ من الضياع ولا ينوّه عن محاسن كلماته ، بل يخشى التحريف والتزوير في كلماته ، فلذلك يقول إنَّهُ يسجلها على الورق . فيدرك

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 34
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست