أمّا في غير هذا فالمنهج لا يؤمن بالوضع ، ولا يقرّ بأنّ واضعاً ما قد وضع اللفظ للشيء بعد إيجاده وللمعنى بعد ظهوره ، بل عنده أن اللفظ موجودٌ منذ وجود الشيء أو المعنى فليس هو قبله ولا هو بعده . فالقبل لا موضوع له مع انعدام الشيء في ( القوة ) ، بل هو قبله عند إيجاده ( بالفعل ) ، فهو صورته الأولى .
ولا يختلف المنهج في ذلك عن أي شيء تريد صنعه بيدكَ . . فأنت توجد ( صورته ) قبل عمله ، فتلك الصورة هي ( المعنى ) ولو لم تطلق عليه اسماً . فاللفظ وعلاقته بالمعنى في هذا المنهج هو مثل ( خريطة ) الآلة والآلة نفسها ، أو هو مثل ( صورة ) الشيء إذا كان ثمة صورة تظهر ما خفي منه .
إن للمنهج طريقة فذّة للبرهنة على ذلك كلّه تأتي إذا أذِن الله في بحثٍ مستقلٍّ .