من الاقترانات التي لا حصر لها .
النص الحادي عشر عنه أيضاً بسندٍ آخر قوله ( ع ) في صفة القرآن :
( . . . وفيه بدء الخَلْق وَمَا هُوَ كائِنٌ إلى يَومِ القِيامَةِ وَفيهِ خَبَرُ السَّماءِ وَخَبَرُ الأرض وَخَبَرُ الجَنَّةِ وَخبَرُ النَّار وَخَبرُ مَا كَانَ ومَا هو كَائنٌ . . . إلى آخر الحديث ) من الواضح أن المقصود بتلك الأخبار ليس الصفات على ما نفهمه عادةً لكلٍّ من الجنّة والنّار والأرض والسماء ، بل المقصود الحوادث والوقائع والمواقع ، وكل ما يحدث من حركاتٍ في الطبيعة المنظورة وما وراءها ، وفي الزمن الماضي والحاضر وما يأتي بعده بدلالة قوله ( خبر ما كان وما هو كائن ) .
أمَّا كيف يمكن معرفة الحوادث والوقائع في السماء والأرض عن طريق القرآن الكريم ؟ . فمن الممكن تفسيره بالنظام القرآني أيضاً لأَنَّ المنظور من الوقائع القريبة زماناً ومكاناً يدلّ على الوقائع البعيدة زماناً ومكاناً عند عرضه على النظام القرآني . وهذه الأبعاد محكومةٌ بقدرة المرء على كشف النظام وسعة الدائرة المكشوفة لديه . فعلى قدرها يمكنه معرفة الحوادث والوقائع في العالم وبنفس السعة المماثلة لها في النظام القرآني .
نلاحظ أنَّ الحديث يؤكِّد على أنَّ في القرآن بدء الخليقة أي تكوِّن السماوات والأرض والمجرّات والكواكب وبدء الحياة . وهي كما تعلم من أهمِّ وأعوص المشاكل العلمية المعاصرة والتي تضافر علم الفلك والجيولوجيا والآثار والكيمياء والفيزياء والتاريخ وكافة العلوم المعروفة تقريباً على حلِّها ، فلم تصل إلى نتائج حاسمةٍ .
من الواضح أنَّه إذا كان القرآن يشمل هذه العلوم الدقيقة ، فإنَّ كشفها سيؤدّي إلى وضعِ أسسٍ جديدةٍ للعلم وكشف أسرار الطبيعة ، ممّا يجعل التقنية الحديثة بالنسبة له شيئاً بالغ التفاهة والتخلّف ، بل ستكون هي تقنية أُناسٍ يجهلون عن عالمهم أهمَّ حقائقه ، ويقومون ببناء التقنيات اعتماداً على تقليد أو مجابهة الظواهر الطبيعية التي لا يعلمون عن أسرارها شيئاً .