الموجودات التي هي في النصّ ( كل شيء دون الله ) .
النص الخامس في نهج البلاغة عن عليٍّ ابن أبي طالبٍ ( ع ) في خطبةٍ له قال :
( ثُمَّ أنزلَ عَليهِ الكتَابَ نُوراً لا تُطفأُ مَصابيحُهُ . . . ) وفيها قوله في صفة الكتاب :
( وَمَنَازِل لا يُضِلُّ نَهجُها المُسافرون ، وأعلام لا يَعمى عَنهَا السَائِرون ، وآكَام لا يَجوزُ عَنها القاصِدون ) المجموعة / 198 تدلُّ العبارات الثلاثة على ما ذكره المنهج من قدرته على أن يعصم الباحث من الخطأ ، لأنَّه منهجٌ محكومٌ بالقرآن نفسه . ففيه علاماتٌ لا يعمى عنها السائرون ، وآكامٌ لا يجوز عنها القاصدون .
كما يدلُّ دلالةً واضحةً على أنَّ القرآن مبيِّن لذاتِهِ بذاتِهِ ، وأنَّهُ نظامٌ مُحكَمٌ دقيقٌ لمكان الألفاظ : منازل ، أعلام ، آكام . فالبحث في القرآن كنظامٍ يعصم من الخطأ ويوصل إلى الحقيقة .
النص السادس نفس المصدر :
( . . . الحكمة التي هي حياةٌ للقلبِ الميّتِ ، وبَصَرٌ للعَينِ العَميَاءِ ، وَسَمعٌ للآذَانِ الصَّمَاءِ ، وَريٌّ للقلبِ الظمآنِ ، وفِيهِ الغِنى كلُّهُ والسلامةُ كلُّها ، كتَابُ اللهِ تُبصِرونَ بهِ وَتنطقونَ بهِ وتسمعون بهِ وَيَنطِقُ بَعضُهُ بِبعضٍ وَيشهَدُ بَعضُهُ على بَعضٍ لا يَختَلِفُ في الله ولا يُخالفُ بِصاحِبِهِ ) المجموعة / 133 يدلُّ هذا الخطاب على ما ورد في هذا المنهج من أمورٍ منها :
أنَّه مصدرُ المعرفة ، وهو ما أسماه المنهج بخاصية التعالي أو العلو لقوله ( ع ) : تبصرون به ، حيث الأبصار هو المعرفة ، وكذلك ( تسمعون به ) حيث السماع تهذيبٌ للمعرفة .
يدلُّ على ما ذكرناه من كون القرآن يفسِّر اللغة ، ويصحّح الأخطاء