قياسٌ رياضي مطلقاً هي نفس نسبة الله قياساً للخَلْق . وهذا يعني أنَّ النصَّ ينبّه إلى ضرورة التعامل معه بأشدِّ الحذَر ! .
فكأنَّ الذي يريد شرح القرآن ( بسائر الكلام ) يتوجّب عليه أن يفهم أنَّه يقوم ضمناً بإفهام الناس ( من هو الله ؟ ) ! . مع أنَّ عملية الشرح بهذه الطريقة هي أخطر بكثيرٍ ممّا يحاوله ذلك الذي يريد أن يفهمهم أن الله لا إله إلاَّ هو وأنَّ محمّداً عبده ورسوله .
ومعنى هذه العبارات إنَّ الذي يفسّر القرآن بمفردةٍ منه ( أي من المفسّر ) فإنه يكون بذلك قد جعلَ لنفسِهِ مقاماً هو أكبر من مقام الرسل والملائكة بما لا يقاس .
النص الثالث الوسائل / عن عبد الله بن مسعود :
( لا يَسألُ عَبدٌ عن نفسهِ إلاَّ القرآن فإن كان يحبُّ القرآن فإنَّه يُحبُّ اللهَ ورسوله ) يدلُّ هذا النصّ على ما يدلُّ عليه النص الأول والثاني عند التأمل فيه ، وذلك لارتباط الكلام بالمتكلّم . فحبّة الكلام تعني محبّة المتكلّم وتعظيم الكلام هو تعظيمٌ للمتكلّم وهكذا . . فيدلُّ على جميع ما ذُكِر في دلالة النصوص السابقة .
النص الرابع جامع الأخبار 1 / 288 عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم :
( القرآنُ أفضلُ كلُّ شيءٍ دون الله ) يدلُّ النصُّ على أنَّ الأشياء التي أُوجِدَت تتفاضل بينها ، وأنَّ أفضل موجودٍ هو القرآن . فيدلُّ ذلك على ما ذُكر في هذه المقدِّمة من أنَّ علمَ القرآن حاكمٌ على كلِّ علمٍ وغير محكومٍ بأيِّ علمٍ . وكذلك يدلُّ على ضرورة خضوع المتلقّي للقرآن خضوعاً تامَّاً . ويمكن أن يُستفادَ من هذا النصّ أمراً آخرَ وهو أنَّ كلّ موجودٍ في هذا العالم يحكمه قانونٌ وسُنَّةٌ معيَّنةٌ ، وله تكوينٌ معيّنٌ بنظامٍ معيّنٍ . فالقرآن لا يشبه الموجودات في كونه ذا نظامٍ صارمٍ وحسب ، بل هو أحسن الأنظمة وأكثرها دقّةً ولطافةً في آنٍ واحدٍ . وهذا ما يرشد إليه النصُّ من أفضلية القرآن على جميع