responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 285


حاله حتى يُلغى ، وما دام لا يتحقّق أيُّ شيءٍ من العدل والقسط إلاَّ بعد إلغائهِ . فوجودُهُ إذن ليس إلاَّ عبثاً ولا يرتبط بهذا الوجود أيُّ هدفٍ معلومٍ .
وقد يُعذَرُ المفسِّرون بشأن الغاية الأولى ( كثرة النِعَم ) ، وربَّما تجدُ لهم تأويلاً مناسباً من حيث أنَّ كثرة النِعَمِ هي عبارةٌ عامّةٌ وإن كانت لا تعنيه ما يعنيه هذا المنهج وفق النظام القرآني . لكنهم لن يعذروا قط بشأن الغاية الثانية . فعدا تلك التراكيب القرآنية المحكمة والواضحة كلّ الوضوح ، فهناك آيتان في سورة هود كما أشرنا واضحتان في دلالتهما على كون الجنّة والنار هما قبل إلغاء النظام الحالي ممّا يتعارض وتفسيرهم لحوادث يوم القيامة ، ويناقض تصوّرهم عن مستقبل العالم .
وهاتان الآيتان هما في قوله تعالى :
* ( فأمَّا الَّذينَ شَقوا ففي النَّارِ فِيهَا زَفيرٌ وشَهيق * خَالِدينَ فيهَا مَا دَامَت السَّمَوات والأرض إلاَّ مَا شَاءَ ربُّكَ إنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُريد ) * ( هود 106 - 107 ) * ( وأما الَّذينَ سُعدوا ففي الجَنَّةِ خَالِدينَ فيهَا مَا دَامَت السَّمَوات والأرض إلاَّ مَا شَاءَ ربُّكَ عَطَاءً غَيرَ مَجذوذ ) * ( هود 108 ) إذن . . فوجود الجنّة والنار مقترنٌ ( بديمومة ) السماوات والأرض ، وليس بعد إلغائهما .
وإذا كان المفسِّرون معذورين في تصوّر نظامٍ آخرٍ في كونٍ آخرٍ عند تشبيه الجنّة وعرضها بالسماء والأرض في قوله تعالى :
* ( وَجَنَّة عَرضُها كَعَرضِ السَّمَاء والأرض ) * ( الحديد 21 ) فإنّهم غيرُ معذورين في الآية الأخرى التي جاءت بالجمع ( السماوات ) مع غياب كاف التشبيه ، وهي قوله تعالى :
* ( سَارِعُوا إلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُها السَّموات والأرض ) * ( آل عمران 133 ) إذ أصبح عرض الجنّة هو السماوات والأرض نفسها ممَّا يعني أنَّ الجنّة هي قبل إلغاء النظام الكوني ، لأَنَّ النظام الكوني هو عرضها فكيف تبقى الجنّة مع إلغاء مساحتها ؟ ! .
وعليه . . فالجنّة والنارُ هما طورٌ من أطوار هذا النظام الحالي ، وهو الطور الأحسن فيه خلال تاريخ وجوده ، وبذلك تكون للنظام الكوني غايةٌ وهدفٌ محدّدٌ هو الوصول إلى هذه المرحلة .
إنَّ الآية الأخيرة تأبى تفسيرهم لها على النحو الذي أشرنا إليه ، ولو مع الأخذ بطريقتهم في تفسير المفردات القرآنية بالاستعمال الاصطلاحي حيث اعتبروا

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 285
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست