responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 284


10 - الخلاص من النظام الطبيعي عن طريق معرفة النظام القرآني إنَّ المنهج اللفظي يتمكّن من إعادة النظر في الآيات المتعلّقة بوصف النظام الطبيعي لا باعتبارها آياتٍ تتحدّث عن محاسن هذا النظام ، بل باعتبارها آياتٍ تتحدّث عن الظواهر الطبيعية المشحونة بالقوّة الكامنة فيها للتحوّل إلى النظام الأحسن .
وحينما تقارن نتائج هذا البحث بالمناهج التفسيرية الجارية ونتائجها لا تجد بوناً شاسعاً وحسب ، بل تجد أنَّ المفسِّرين كانوا يقومون ( بالتنظير ) لمبادئ الإلحاد من خلال الآيات القرآنية من غير أن يستشعروا بذلك .
فقد أجمع المفسِّرون كافةً وفي جميع تلك الموارد على غايتين من ذكرها في القرآن : الأولى للدلالة على النِعَم الكثيرة على العباد ، والثانية للدلالة على قدرته تعالى على إحياء النفوس يوم القيامة .
أمَّا الغاية الأولى ، فقد رأينا أنَّ النظام الطبيعي هو نعمةٌ فقط من حيث إمكانيته وطواعيته للتحوّل ومن حيث استمراره . أمَّا النظام نفسه فهو سيئٌ وغير ملائمٍ ( للعيشة الراضية ) ، ويجب الفرار منه إلى ما هو خيرٌ منه . والخَلْقُ أبطئوا كثيرا في معرفة هذه الغاية والوصول إليها ، ولذلك أمر تعالى بالإسراع ، وذلك في قوله :
* ( سَارِعُوا إلى مَغفِرَةٍ مِن رَبِّكُم وَجَنَّةٍ عَرضُها السَّموات والأرض ) * ( آل عمران 133 ) كما أنّه تعالى أنذرَ باستبدال الخَلْقِ بغيرِهم مع إبقاء النظام كما هو في آياتٍ أخرى ممَّا يأتي تفصيله في موضعه .
وأمَّا كون الغاية من ( آيات الطبيعة ) للدلالة على قدرته تعالى في البعث يوم القيامة ، فهو يدلُّ على أنَّ المفسِّرين ينظرون للتاريخ القادم للكون على أنَّه تاريخٌ لا يتضمّن سوى استمرار هذا النظام كما هو حتى يأتي يوم القيامة فيتمُّ إلغاؤه بطيِّ السماء وتسجير البحار ودكِّ الأرض وتناثر النجوم والحوادث الأخرى التي هي مقدّمات يوم القيامة .
هذا التصوّر بالذات هو تصوّر ( الذين كفروا ) عن التاريخ المستقبلي للعالم ، حيث ستكون النتيجة الواضحةُ أنَّ هذا النظام الكوني قد خُلِقَ باطلاً ما دام يبقى على

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 284
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست