responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 283


ولذلك فهي ليس بعد إلغاء النظام الطبيعي كما زعمه وادّعاه علماء الأمة الإسلامية ورسَّخوه في أذهان العامة .
لقد حدث خلطٌ يأباه العقلُ والعلمُ بين القيامة والساعة ويوم الدّين ويوم الفصل والأيام الأخرى المذكورة في القرآن ، ولم يميِّز المفسِّرون بين تلك الأيّام وخصائصها وأحوالها ، إذ زعموا أنَّها أوصافٌ متعدّدةٌ ليوم القيامة .
ومن هنا فإنَّنا قلنا أنَّ أيَّ شاكٍّ لو أراد البحث عن تناقضٍ ما في كتاب الله فإنَّه يجد ضالّته في تفسير المفسِّرين . وقلنا أيضاً في مبحث التناقض الذي سلف أنَّ ما ذكره أهلُ الشكِّ مرجِعُهُ إلى علماء المسلمين والمفسِّرين والنحويين .
وبصدد مفردة ( الآخرة ) ، فهناك آيتان في سورة هود تدلاّن دلالةً قاطعةً على أنَّ الآخرة والجنّة والنارَ هي في مرحلةٍ التحوّل للنظام الطبيعي الحالي وليسا بعد إلغاء هذا النظام . الأمر الذي تؤكّده آياتٌ أخرى تتحدّثُ عن يوم القيامة . ممَّا يؤكِّد أنَّ الآخرةَ هي خيارٌ إنسانيٌّ مرتبطٌ بإرادةٍ إلهيةٍ ، على عكس يوم القيامة الذي هو أمرٌ إلهيٌّ وكونيٌّ محضٌ لا علاقةَ للإرادة الإنسانية به حيث تحدث الوقائع المذهلة في النظام الطبيعي .
لقد كشف المنهج اللفظي أنَّ هناك مرحلتين تحدثان للنظام الطبيعي ، ولن تقع الثانية منهما حتى تقع الأولى وتتمُّ حقبُها الزمنيةُ . فالأولى هي المرتبطةُ بالخيار الإنساني ، والتي يتحوّل فيها النظام الطبيعي إلى النظام الأحسن ، والثانية هي التي يُلغى فيها هذا النظام ليحلّ محلّه نظامٌ آخر . غير أنَّ التخبّط والخلط بين الآيات والألفاظ واعتماد المرادفات قد أفسد على العلماء معرفة كليهما ، بل أغلقت هذه الأوهام بوجههم الباب للتمييز بينهما وجعلتهم لا ينتبهون لوجودهما أصلاً .
إنَّ الدخولَ في تفاصيل هذا المبحث يجعل العقولَ عاجزةً والأبصار خاشعةً والأعناق خاضعةً . . لِمَا يتميّز به النظام القرآني من إحكامٍ صارمٍ وروابطَ دقيقةٍ وإعجازٍ مذهلٍ تتشابكُ فيه الخطوط الدقيقة والنُكَت العجيبة واللطائف الغامضة بنسيجٍ عجيبٍ هو عند أهل العلم والعقل أعجب بكثيرٍ من خلق السماوات والأرض .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 283
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست