responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 279


إذن . . فيمكننا أن نرمز إلى الوجود من جميع نواحيه إيجاداً وحركةً وبقاءً بنظامٍ موحّدٍ هو النظام الاثني عشري .
ولمّا كان النظام الاثنا عشري هو نظامُ دوران القمر ، ويشمل ضمناً جميع الأنظمة ، فيمكننا تصحيح فكرتنا لأوّل مرّةٍ عن أهمية الشمس ، حيث نلاحظ أنَّ القمرَ أهمُّ منها ، وأنّها خُلِقت لأجلِهِ وليس العكس . وهذا صحيحٌ منطقياً إذ لا يُعقل أن يُخلق القمرُ ليعكس ضوء الشمس ، إذ سيقال : وما الضرورة لحجب ضوء الشمس أصلاً حتى تظهر الحاجة إلى القمر ؟ إذ من الممكن خلق نظامٍ فلكيٍّ يصل فيه ضوء الشمس بنسبةٍ معقولةٍ ليلاً ونهاراً من غير ما حاجةٍ للقمر .
أمَّا إذا قلتَ أنَّ القمرَ هو النظام الأصلي والشمس خُلِقت لإظهاره فيكون الأمر معقولاً . ولعلَّ هذا يوضّح لأوّل مرّةٍ قوله تعالى :
* ( فَمَحَونَا آيَةَ الليل ) * ( الإسراء 12 ) حيث استوجبَ المحو لإظهار آثاره إشراقةً من الشمس .
وإذن . . فالشمس لا ينبغي لها أن تدرك القمر كما نصّت عليه الآية :
* ( لا الشمسُ يَنبَغي لَهَا أن تدرِكَ القَمَر ) * ( يس 40 ) وإذا عدنا لإجابة الولي لتفسيرها يتبيّن لنا أنَّ الإجابةَ قد انتزعها من النظام الطبيعي . فحينما قال ( أضرب أيام سنتك في أيام أسبوعك ) فكأنَّما ضرب كبرى النظام القمري في صغرى النظام القمري . وبمعنى آخر أنَّ الوحدات الثابتة ( اليوم ) لها قيمةٌ أكبر في النظام الجمعي الاثني عشري هي عددها في هذا النظام ، وتساوي أيّام السنة ( اثنا عشر دورة للقمر ) ، ولها قيمة صغرى في نفس النظام الاثني عشري قدرها ربع دورةٍ واحدةٍ ، وعدد وحداتها سبعة أيّامٍ . فحاصل الضرب يعطي أصغر رقمٍ يقبل القسمة الصحيحة بدون باقٍ على الأعداد المرتبطة بالنظام الكلي الشامل وهي الأعداد العشرة ! ! .
فالوليٌّ يدرك من غير حساباتٍ أنَّ الأمر هو هكذا ولا يشكُّ فيه حتى يشكُّ في نفسه ، لأنَّه هو الغاية من وضع هذا النظام أصلاً :
* ( وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمسَ والقَمَرَ دائِبينِ وسخَّرَ لَكُمُ الليلَ والنَّهَار ) * ( إبراهيم 33 ) لقد استخدم الوليُّ الوحدات نفسها في النظام الطبيعي . ونحن أيضاً نوحّد الوحدات في عملياتنا الرياضية . والفرق بيننا وبينه هو في أنَّه يستعمل وحدات الطبيعة

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 279
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست