responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 273


وفي علم الطبيعة هناك تشتّتٌ وتوزّعٌ وانقسامٌ مستمرٌّ ، ولكنَّ علماء الغرب انتبهوا في الآونة الأخيرة إلى أنَّ قوانين الطبيعة يمكن أن تكون مترابطةً بقانونٍ واحدٍ أعمٍّ . ولكنَّ ذلك لم يحدث إلاَّ على مستوىً واحدٍ وفي نطاقِ علمٍ محدودٍ هو علم الفلك ، بينما الواقع أنَّ القانون الموحّد هو سرَّ تكوين العالمِ كلِّه ، والظاهر الطبيعية مترابطةٌ ترابطاً وثيقاً بنظامٍ لم يكشف سرُّهُ لحدِّ الآن .
وإذن . . فيمكن أن تتخيّل كم ألف سنةٍ يحتاج العلم لطبيعي ليتمكّن من الربط بين أبعاد الكواكب مثلاً ، وحلقة الهسترة في السوائل ، أو بين اللف المغناطيسي للأجرام السماوية وبين الكهربائية أو بين ذلك كلّه وبين ضغط الدم في الثدييات .
إنَّ المنهج اللفظي يكشف في واحدةٍ من حلقات أبحاثهِ عن العلاقة بين النظامين من جهةٍ ، وبينهما وبين النظام القرآني من جهةٍ أخرى . حيث نجد أنَّ النظام الطبيعي وُضِعَ متناغماً مع النظام الاجتماعي ، ولأجله وَضع كذلك ، وإنَّ التغيير في النظام الاجتماعي يستلزم تغييراً في النظام الطبيعي : السيئ إلى حسن والحسن إلى أحسن . وتكون النتيجةُ أنَّ ( السفلي ) هو الذي يغيّر ( العلوي ) وليس العكس . وإنَّ الإنسان هو الذي يصنع عالمه ، وهو الذي إن شاءَ فتحَ أبواب الجنّة ، وإن شاءَ فتح أبواب الجحيم . فالتغيّر في النظام الطبيعي مشروطٌ بين هذين الاتّجاهين وتبلورهما لحدّ التمايز الشديد بينهما .
لقد أكَّدت النصوص النبوية المأثورة على علاقاتٍ هي بمثابة ( قوانين ) تحكم العلاقة بين النظامين . لكنَّ هذه النصوص لم تدرس قط إلى هذا اليوم أيّةِ دراسةٍ ولو سطحيةٍ ، في حين تمثّل تلك النصوص مفاتيح إضافية لمعرفة النظام القرآني وأسراره .
ومن هذه القوانين مثلاً . . ( العلاقة ) بين بعض المفاسد الاجتماعية وسقوط الأمطار ، أو بين ارتكاب بعض المحرّمات ونمو الثمار ، أو بين ضبط مقاييس المكاييل والموازين وبين ظواهر طبيعية . . وما درى المُعرضون عنها صفحاً إذ اعتبروها نصوصاً تتحدّث عن علاقاتٍ غيبيةٍ مجهولةٍ . . ما دروا أنَّ وصفهم النصوص بهذه الصفة ، إنَّما هو لجهلهم المطبق والمشين بأنفسهم ، وبما يحيط بهم من كائناتٍ في عالم الطبيعة ، وغفلتهم عن العلاقات العلمية بين هذه العوالم .
إنَّ الإنسان لا يستطيع تغيير عالمه

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست