responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 274


وهو يقفز إلى الطبيعة ويريد أن يغلبها بالقوّة القاهرة ، لأَنَّ الطبيعة تجري وفق ناموس منشئها ، ولذلك فهي تسحقه سحقاً . ولا طريق له للسيطرة على النظام الطبيعي إلاَّ الطريق الطبيعي وهو الإذعان لمنشئ الطبيعة وخالقها والدخول إليها عن طريق ( أمر ) خالقها ، ولا يمكنه الإذعان والخضوع لخالق الطبيعة إلاَّ بالخضوع للنظام القرآني الذي تمثّل معرفته مفاتيح لفتح أبواب المعرفة والوصول إلى جميع الأنظمة الكونية وأوّلها النظام الاجتماعي والطبيعي .
8 - علاقاتٌ رياضيةٌ إنّ مشكلة العلم الحديث لا تتمثّل في العجز عن معرفة ( حقيقة ) القانون الطبيعي وحركته الجوهرية وحسب ، بل تتمثّل في ( عدم الدّقة ) أيضاً في الصيغة الرياضية للقانون . مثال ذلك :
إنَّ العلم الحديث يعرف عن الجاذبية أنَّها قوّةٌ تشدُّ الأجسام بعضها ببعض بطريقةٍ معيّنةٍ ، وهو لا يعلم مصدرها ولا كنهها ولا غايتها النهائية . وحينما رصد أسلوب فعلها أمكنه صياغة هذا الفعل بصيغةٍ رياضيةٍ وصفت العلاقة بين هذه القوّة وكتلة الأجسام من جهةٍ ، وبينها وبين بُعدِ الأجسام فيما بينها من جهةٍ أخرى .
ولكن توجد عدّة مشاكل في الصيغة الرياضية منها كثرة الكتل المتجاذبة ، ومنها أنَّ الكتلة نفسها تتغيّر عند اختلاف سرعة الحركة لتلك الأجسام ، ومنها أنَّ قياس ذلك مع قياس المسافات والأبعاد يكون دوماً عرضةً للخطأ . وفوق ذلك فإنَّ الرقم النهائي يتضمّن دوماً نسبةً من الخطأ مهما كانت الدّقة شديدةً لأَنَّ المنطق العلمي يحتّم على الجميع الإيمان بمقولةٍ ثابتةٍ هي ( القياس غير يقيني بصورةٍ دائمةٍ ) ، وهذا ما أدَّى إلى ظهور علمٍ خاصٍّ بالقياس حينما برزت مشكلةً أخرى هي تغيّر آلات القياس نفسها ممّا يوجب إعادة ( تعييرها ) على ما هو أثبت وأصحّ قياساً ، والأخيرة تخضع لنفس العملية وهكذا حتى تصل إلى آلة القياس الأساسية ( ستاندرد ) . والآلات القياسية تخضع لأقصى شروط الثبات في الحرارة والرطوبة الممكنة عملياً .
لقد رأينا أنَّ الخلقَ المرتبطَ بصانع الطبيعة قد أمكنه إحداث تغييراتٍ فيها من غير حاجةٍ

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست