responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 271


6 - النظام الطبيعي وسيلةٌ ومادّةٌ للنظام الأحسن إنَّ فهم النظام الطبيعي بهذه الطريقة يؤدي إلى نتيجتين سريعتين هما :
الأولى : إنَّ النظام يتغيّر وفق علاقة الإنسان بخالق النظام كنوعٍ يعيش على الأرض ، والثانية : إنَّ النظام الحالي ( الدنيوي ) ليس منفصلاً عن النظام الأخروي انفصالاً جغرافياً .
فالنظام الحالي هو وسيلة النظام الأخروي ومادتُهُ التي يتكوّن منها ، بمعنى آخر إنَّ النظامين متّصلين جغرافياً ومنفصلين زمنياً . وهو أمرٌ بخلاف ما اعتدنا على سماعه وفهمه من رجال الدِّين ، حيث أوحوا لنا بخطأٍ عقائديٍّ استمرَّ طوال الحُقب الماضية مفادُهُ أنَّ الآخرة هي عالمٌ مثاليٌّ غيبيٌّ في السماء والدُّنيا هي عالمنا الحالي ، في وقتٍ يكتشفُ فيه المنهج أنَّ في هذا تناقضاً جسيماً مع مبادئ الدِّين ونظام القرآن اللفظي في استعماله لمفرداتٍ من هذا النوع .
إنَّ النظام الحالي هو في هذا المنهج مادةُ النظام الأخروي حيث يترقّى ويتطوّر ليستولي على المساحات الأخرى في الكون . فالنظام الأخروي إذن هو نظامٌ آتٍ إلى الأرض ، وليس أهل الأرض هم الّذين يذهبون إلى ذلك النظام . فالعلاقة بينهما هي علاقة انتقالٍ من حالٍ إلى حالٍ في نفس ( المكان ) . والزمان وحده هو الفاصل بينهما ، وهو ما يؤكِّده لفظ ( الآخرة ) ، حيث هي مفردةٌ زمانيةٌ محضةٌ لا أثر للتصوّر المكاني فيها إلاَّ كونه ثابتاً ، فمثلها مثل الليل والنهار والظل والحرور والظلمات والنور يحلُّ أحدهما على نفس البقعة المكانية الثابتة في التصور الذهني .
إنَّ إمكانية تغيير النظام الحالي إلى نظامٍ أفضل والخلاص من مفاسد هذا النظام سيكون هو المحور الأساسي لمبحث ( الاستخلاف ) الذي هو أحد مباحث المنهج اللفظي والذي سيبيّن فيه شيئاً من الجوانب المذهلة في الإعجاز القرآني بنظامه المحكم من جهةٍ ، وأهمية هذه المرحلة المتقدّمة من حياة الإنسان على الأرض من جهةٍ أخرى .
حيث سنوضّح هناك أنَّ الاستخلاف هو المحور والغاية التي دارت عليها رسالات الأنبياء ، وهي الهدف من بعثِهِم وإظهار معاجزِهِم وإنزال الكتب معهم أو عليهم أو

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 271
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست