responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 270


بالمزروعات ؟ أم هو المذنّبات التي لا يعلم أحد متى يخبط أحدها الأرض ؟ أم هو المناخ الذي تصفن فيه الرياح فتزهق الأرواح أو تكاد ثمَّ تجري بعنفٍ فتقتلع الأشجار الباسقة ؟ أم هو الظواهر التي تبتلع السفن في البحار ، وتختفي فيها الطائرات في وضح النهار ؟ ؟
كل هذا من فعل النظام الطبيعي بغضّ النظر عمّا يفعله النظام الاجتماعي من اعتداءٍ للإنسان على الإنسان ، وما يستخدمه من أسلحةٍ مدمِّرةٍ صنعها بيده .
إنَّ النصوص الدينية ذكرت علاجاً لكلِّ تلك الظواهر تقريباً من خلال نفس معجزات الرسل عليهم السلام ، فهي إذن رسائل موجّهةٌ لسكّان هذا الكوكب تنبِّهُهم إلى إمكانية ، بل ضرورة تغيير النظام الطبيعي .
فهناك من تمكّن منهم عليهم السلام من إبراء الأكمه والأبرص وشفاء الأعمى المقعد وفتح آذان الأصمِّ وأحيى الموتى . وهناك من تمكّن من تكثير الطعام المخصّص لأربعة أفرادٍ ليجعله يكفي لإشباع أربعة آلافٍ . وهناك من ضرب الأرض برجله وأمرها أن تسكنَ حين حدث الزلزال فسكتت ، بل وبّخها على هذا العمل قائلاً لها ( أسكني ما لكِ ! ) . وهناك من أمر السحاب بأن يجتمع وأن يمطر حيث أراد فأذعن له ! . ووليٌّ آخرٌ أعاد يد صاحبه المقطوعة فالتأمت ولم يظهر أثر الالتئام ، وآخرُ أعادَ عين صاحبه التي اقتلعها الرمح فكانت أصحّ عينيه وأسلمهما . . . إلى عشرات من الأمثلة الأخرى التي كانت الوقائع فيها تغييراً للنظام الطبيعي وانتصاراً عليه . . الأمر الذي هو بعكس ما تفترضه نظرية تأثير العلويات في السفليات .
فالإنسان المرتبط بخالق هذا النظام قادرٌ وفق ما يفعله الرسل من التأثير في الطبيعة ، وقادرٌ على الخروج من قبضة قوانينها ، وقادرٌ على جعلها مطيعةً له ومنفذّةً لأوامره . وكانت معجزات الرسل عليهم السلام في خرقها للقانون الطبيعي تؤكّد هذه الحقيقة ، وتشير إليها ، وتنوّه إلى أنَّ النظام الطبيعي هو نظامٌ سيئٌ يجب الخلاص منه بالاتّصال بصانعه ، ليتمكّن الإنسان من السيطرة عليه وتوجيهه . وبخلاف ذلك فإنَّ الذي يفكّ ارتباطه بصانع النظام لن يكون في نهاية الأمر إلاَّ عبداً خاضعاً لهذا النظام ، واقعاً تحت وطأته ، وذلك لأَنَّ الطبيعة لا تسلِّمُ رموزها وأسرارها الحقيقية لمن يعصي واضعها وخالقها .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 270
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست