responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 269


اتِّباع التعليمات الخاصة به . ولكنَّه صارمٌ ومعاندٌ وقاسٍ قسوةً شديدةً مع أولئك الذين يريدون التعامل معه بطرائقهم ( إصلاحاً أو تخريباً ) ، فهو مصمّمٌ للاستخدام المنصوص عليه وحسب .
وإذا أراد المرءُ فهمَ طبيعة هذا النظام بعيداً عن وصايا المُصمِّمُ ، فإنَّه لن يفهمَ سوى ظواهرَ يخطئُ في أكثرها ، و حساباتٍ قد يحسبها بالمقلوب في وقتٍ النظام نفسه بمعاقبته من حيث أنَّه مشحونٌ بقوّة الإعادة .
ومن الغريب أن يكون أصحاب فكرة تأثير العلويات في السفليات هم من أتباع الملل السماوية الثلاثة ، ومن المتألهين منهم متجاهلين تماماً ( الحوادث التاريخية ) التي يؤمنون بها ، والتي تؤكّد إذعان النظام الطبيعي بصورٍ مختلفةٍ لبعض الخَلقِ الذين ارتبطوا بمصمِّم وصانع النظام ارتباطاً صادقاً يتبدّى في طاعتهم المطلقة له .
فالبحر ينفلق لموسى ( ع ) ، والشمس ترجع بإيقاف حركة الأرض ليوشع ( ع ) ، والقمر ينشقُّ للنبيِّ ( صلى الله عليه وآله وسلّم ) ، والرياح تجري بأمر سليمان ( ع ) ، والحديد تتغيّر طبيعته في يد داود ( ع ) ، والفلك نفسه سيتغيّر مجراه وحركته للمهدي الموعود ( ع ) .
فهذا الإيمان بهذه الفكرة هو ممّا يدلُّ على أنَّ بعض رجال الدِّين كانوا يرسِّخون مفاهيم لا دينيةٍ ومنافيةٍ للدِّين ، لأَنَّ الذين حدثت بأيديهم تلك التغيرات في النظام الطبيعي المعتاد هم الرسل ( ع ) . وفي ذلك إشارةٌ إلى الغاية من إرسالهم ، حيث أكّدوا بتلك الحوادث إمكانية إذعان النظام الطبيعي للإنسان ، وقدرة الإنسان الكامنة في إحداث التغيير الذي يريده فيه ، بشرط السير في الناموس الموضوع له والذي جعل النظام مرناً وقاسياً في آنٍ واحدٍ .
وإذن . . فالطبيعةُ مشحونةٌ بقوّة الإمكانية للتحوّل إلى النظام الأحسن ، وليس الوضع الحالي هو النظام الأحسن .
5 - محاسن ومساوئ النظام الطبيعي أيُّ شيءٍ في هذا النظام هو الأحسن ؟
أهوَ الأعداد الهائلة لأنواع البكتريا الضارّة ؟ أم للفيروسات التي لا يمكن إيجاد لقاحاتٍ مضادةٍ لها ؟ أم هو العاهات المستديمة الولادية ؟ أم التشوّهات الخُلقية ؟ أم الأمراض المستعصية على العلاج ؟ أم الزلازل والهزّات الأرضية ؟ أم البراكين التي تثور بغير سابق إنذارٍ ؟ أم الفيضانات المدِّمرة ؟ أم الأعاصير التي تجوب البرّ والبحر لا يوقفها شيء ؟ أم الآفات التي تفتك

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 269
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست