responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 268


الجماعة الغبية التي لم تدرك أنَّ أحسن أنظمتها الممكنة عملياً لا حدود ولا نهاية لها ، وأنَّ قدراتها غير متناهية . وكذلك لم تفهم غايته للآن فضلاً عن البدء عملياً وفقاً لهذه الغاية ! .
إنَّ هذا التشبيه قاصرٌ قصوراً تامّاً عن تصوير حقيقة الأمر ، لأَنَّ حقيقته هي في أنَّ المصمّم هو الذي أوجد الجماعة أصلاً ، وأنَّ الآلة منفصلةٌ في التشبيه عن الجماعة ، بينما هي في الواقع جزء من ( النظام الطبيعي ) . ومن هنا ندرك أنَّ من يعتقد أن ( النظام الطبيعي ) هو أحسن نظامٍ ممكنٍ ، فكأنَّما يعتقد بعبثية الخلق وبطلان الغاية من الوجود .
ذلك لأَنَّ المرء إذا آمن أنَّ هذا النظام هو أحسن ما يمكن أن يفعله الخالق ، فكأنَّما آمن بأنَّ النظام الحالي لا يمكن أن يتغيّر نحو الأفضل ، وبالتالي فلا غاية منه ولا جدوى فيه إذا كان سينتهي على نفس الحال التي هو عليها . وهذا يشمل بالطبع ( الفهم المتعارف عليه حالياً ) للدُنيا والآخرة عند رجال الدِّين ، لأَنَّ الآخرة عندهم تأتي على أنقاض النظام الحالي .
وإذن فالغاية من صنع النظام هذا تبقى غير محدّدة ومشمولةٍ ( بظنِّ ) الذين كفروا في قوله تعالى :
* ( وَمَا خَلَقنَا السَّماءَ والأرضَ وَمَا بَينَهُمَا بَاطِلاً ، ذَلِكَ ظَنُّ الَّذين كَفَروا فَوَيلٌ للَّذينَ كَفَروا مِنَ النَّار ) * ( ص 27 ) إنَّ فكرة النظام الأحسن تستدعي أن يكون النظام الطبيعي هو المؤثّر في جميع ما يحويه من كائناتٍ بما في ذلك الإنسان ، وهي فكرةٌ أطلقَ عليها ( تأثير العلويات في السفليات ) . وهي فكرةٌ دينيةٌ . . لكنَّ المنهج سيثبت أنَّها فكرةٌ إلحاديةٌ مرتبطةٌ بنظرية النظام الأحسن .
4 - المنهج اللفظي وفكرة تأثير العلويات في السفليات على ضوء المثال التشبيهي السابق يمكن وضع فهمٍ جديدٍ لموضوع هذا التأثير هو بعكس الفهم المتداول . فالطبيعةُ في نظامها لا تؤثّر بنفس الدرجة الكامنة في الإنسان للتأثير عليها هي . والنظام الحالي هو نظامٌ طائعٌ ومرنٌ جداً بشرط

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست