responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 267


نهرٍ قريبٍ كما حدث في إحدى دول العالم في هذا القرن . والعلاقة في هذه الحالة مجهولةٌ ولكنَّ النتيجة واحدةٌ ، وهي محاولة إعادة إنبات شجر الغابة .
3 - صورة النظام الطبيعي يمكن تشبيه النظام الطبيعي الحالي للطبيعة بعقل آليٍّ إلكتروني ( آلةٍ إلكترونيةٍ ) متطوّرٍ صمّمهُ مهندسٌ لجماعةٍ متخلّفةٍ في كلِّ شيءٍ ، وجعله سهل الاستعمال للغاية ، وهو يريد بهذا إخراج الجماعة من ظلمة الجهل والتخلّف ، فأمرهم أن يستعملوا الآلة بحسب التعليمات كي تعمل لهم ما شاءوا من أشياءٍ يرغبون فيها ، وتنفِّذ لهم متطلباتٍ لا تخطر على بالهم . ولذلك جعل فيه آلياتٍ للتحكِّمِ مرتبطةٍ بالصانع نفسه .
فإذا فعلوا ما أمرهم المصمّمُ أطاعهم العقل الآلي ، وإن هم عصوه عصاهم هذا العقل .
ولنفرض أيضاً أنَّه قادرٌ على معرفة الصادق وكشف الكاذب بطريقةٍ ما وضعها في ذلك العقل الآلي ، فلا يمكن عندئذٍ استعمال أسلوب المخادعة مع المصمّم والانتفاع بالآلة في وقتٍ واحدٍ .
وبالفرض فإنَّ هذه الجماعة غير متساويةٍ بطبيعة الحال في خصائص أفرادها ، لأَنَّ فيهم المطيع وفيهم المستغِّل وفيهم الجاهل . فوضعَ المصمِّمُ في هذه الآلة ( دوائر حمايةٍ ) لتحميه من العبث والتخريب والاستعمال الخاطئ غير المقصود . وهكذا فالآلة قادرةٌ على إعادة نظامها كلّما حدث طارئٌ ما يؤثِّر عليها ، أي أنَّ لها قابلية ( الإصلاح الذاتي ) . وبكلمةٍ واحدةٍ أنّها تعمل وفقاً لنظامٍ محكمٍ .
فهذا النظام العامل في الآلة والمتناسب مع خصائص الجماعة باعتبارها جماعةً متخلفةً ، ليس هو نظامها الأحسن فيما يخصّ الغاية التي يريدها المصمّم منها ، لأنَّ فيها قدرةٌ كامنةٌ على فعل أشياء لا حدودَ لها لم تُستغل بعدُ . فهي آلةٌ مشحونةٌ بقوّة التطوّر الذاتي بشرط السير وفق تعليمات المصمّم .
إنَّ غاية المهندس المصمّم هي فرز أولئك الراغبين بإطاعته عن العاصين من خلال هذا النظام ، وطريقة تعامل كل فردٍ من أفراد الجماعة معه .
ولكنَّ الجماعة لم تفهم أمر الآلة فعملت على ( تطويره ) لخدمة أغراضها باستغلال بعض مظاهرها خارج تعليمات المصمّم . وحينما وجدت أنَّ الآلة تعيد نفسها في حالات الإهمال والعبث والتخريب خرجت بنتيجةٍ مفادها أنَّ الآلة هذه ( متوازنة ) في ذاتها ، وبالتالي فإنَّ نظامها هو أحسن نظامٍ ممكنٍ عملياً ! ! .
فتخيّل الآن مدى غضب المهندس على هذه

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 267
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست