responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 266


هو المفروض في خطة التوازن . يكمن في هذه الفكرة خطأٌ علميٌّ . . فهذا الذي يراه علماء الطبيعة ليس خطّة توازن لأحسن نظامٍ ممكنٍ فلسفياً أو علمياً ، بل يمكن أن نسمّيه ( التعويض الاضطراري لاستمرار النظام ) . وهو قانونٌ ساري المفعول في جميع أجزاء الكون المرئي بلا تفريقٍ بين الكائنات ( الحيّة والجامدة ) .
فالحرارة مثلاً تنتقل من الماء المغلي إلى الهواء بعد فترةٍ ، وبالتدريج تصبح حرارة الماء مساوية لحرارة الهواء المحيط .
وحينما تزداد حرارة الجوّ ، فإنَّ ذلك يؤدّي إلى انخفاض في الضغط فتتحرّك الرياح باتّجاه المنطقة المرتفعة الحرارة ، وكلاهما ( الرياح والتبّخر ) يخفضان الحرارة المرتفعة في بدء العلية الطارئة لحدوث هذا التغيّر . وفي جميع الظواهر الأخرى يحدث الشيء نفسه لحماية النظام من الخراب ولإبقائه مستمراً .
ومن هنا تعرف لماذا لا تدخل أعداد الماشية مثلاً أو كمية أشجار الفاكهة في خطّة التوازن المزعوم . فلو ملأتَ الأرض أشجار فاكهةٍ وزروعاً وقطعانَ من الماشية ، فإنَّ الخطّة لا تقف حائلاً دون ذلك ولا تمنعك من القيام به ! !
إذن فالأشياء النافعة لا تدخل في سقفٍ عدديٍّ أو نوعيٍّ محدّدٍ في الخطّة لا يمكن تجاوزه ، وهذا يعني أنَّ هناك صمّام منعٍ ضدّ التخريب والتراجع محدّد بحدٍّ ( حَرِجٍ ) لا يمكن تجاوزه ، في حين يكون الباب مفتوحاً بلا حدودٍ للإصلاح والترقّي . فالخطّة إذن خطّة إصلاحٍ وترقٍّ وتطورٍ نحو النظام الأحسن ، وليس خطّةً للتوازن ضمن النظام الأحسن .
وبعكس ذلك حينما يقوم الإنسان بعملٍ ضارٍّ فإنَّ الخطّةَ تواجهه بمصاعب أو تقوم بالتعويض الاضطراري لإعادة الحال إلى ما سبق . فحينما يقوم الإنسان باقتلاع الغابات بمساحاتٍ واسعةٍ ، يحدث ارتفاع في درجات الحرارة يؤدي إلى انخفاض الضغط ، وبالتالي زيادة نسبة الأمطار في المنطقة المنكوبة ، وهذا يعني أنَّ الطبيعة تحاول إعادة إنبات الغابات . لكن العلاقة بين فعل الإنسان والطبيعة لا زالت غامضةً كلّ الغموض . فهناك تحوّلاتٌ وتعويضاتٌ مجهولةٌ في شبكةٍ معقّدةٍ من المسبّبات والنتائج . فمثل هذه المنطقة المذكورة آنفاً يمكن أن يحدث فيها فيضانٌ من

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 266
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست