responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 265


لأَنَّ هذه الإجابة لها معنى آخر مفادُهُ أنَّ واضع النظام الطبيعي هذا مجبورٌ ومقهورٌ على وضعه بصورته الحاليةِ . فالمحاصيلُ تحتاج إلى هذا النظام ، وهو يريد للإنسان أن يستمرّ في حياته المعتمِدَةِ عليها ، فهو قادرٌ على الإنسان ، ولكنّه غير قادرٍ على تغيير طبيعة المحاصيل . والناتج أن الإجابةَ السالفةَ ليس هي إجابةً دينيةً بقدر ما هي إجابةٌ إلحاديةٌ ، إذ لا خيار أمام واضع هذا النظام سوى هذا الخيار .
ولا تحسب أنَّ المتديِّنَ والمؤمنَ حينما يسوق هذا الدليلَ الذي ذكرناه على أنَّه نفس الإجابة القديمة عن إشكالات النظام الطبيعي . . لا تحسبه مقتنعاً وإن لهِجَ به لسانه ، فهو مضطرٌّ لإقناع نفسِهِ بهذه الإجابةِ مع رفضِهِ الداخليِّ لها ، لأنَّه لا يملك تفسيراً آخر لها غير هذا التفسير الذي وضعه له علماء الدِّين ، وأيَّدَهم بعد ذلك علماء الطبيعةِ حينما كشفوا عن فكرةٍ مساندةٍ لأهل الدِّين وهي فكرة ( التوازن الطبيعي ) بين الكائنات .
2 - نظرةٌ في التوازن الطبيعي لقد لاحظَ علماء الطبيعة علاقاتٌ عدديةٌ وتكوينيةٌ بين الأحياء على الأرض . فزيادةٌ معيّنةٌ في أعداد كائنٍ حيٍّ تستلزم زيادةً أو نقيصةً في أعداد كائنٍ آخرٍ بناءً على علاقةٍ حياتيةٍ بينهما . وأدَّى رصدُ عددٍ كبيرٍ من هذه الظواهر إلى أن يعتقد علماء الطبيعة بوجود ما سمّوه بالتوازن الطبيعي والذي يتضمَّن خطّةً متكاملةً لتعايش الكائنات مع بعضها .
واعتبر رجال الدين فكرة التوازن الطبيعي مؤيدةً لنظرية ( النظام الأحسن ) ما دام النظام الطبيعي خاضعاً لخطّةٍ محكمةٍ من هذا النوع .
لكن المنهج اللفظي يمكنه دحض الفكرتين سويةً عند التدقيق في تفاصيل الآيات القرآنية التي تصف النظام الطبيعي وتصحّح فكرة التوازن الطبيعي ومن ثمَّ فكرة النظام الأحسن . وهي تفاصيلٌ وعَدنا أن تأتي في محلِّها . لكن فكرة التوازن يمكن إيضاحها بطريقةٍ مغايرةٍ من غير ما حاجةٍ لتلك التفاصيل ، إذ يمكن دحض فكرة التوازن عند النظر إلى المضار الجسيمة التي تسبّبها للإنسان . فهي لا تحسِبُ للإنسان حساباً في خطّة التوازن المزعومة . فالجرادُ مثلاً يلتهم المزروعات من غير أن تكترث العصافير بهذه الداهية فتزيد من أعدادها لتأكل يرقات الجراد كما

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 265
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست