responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 264


الفصل الخامس : النظام الطبيعي والنظام الأحسن

إشكالات النظام الطبيعي

الفصل الخامس النظام الطبيعي والنظام الأحسن إنَّ من نتائج المنهج اللفظي البالغة الخطورة هي انعكاس فكرة ( النظام الأحسن ) ، حيث ادَّعى الجميعُ أنَّ النظام الحالي للطبيعة هو ( النظام الأحسن ) . ولكنَّ هذا المنهج يتمكّن من الكشف عن بطلان هذه النظرية وإحلال فكرة ( السعي إلى النظام الأحسن ) بدلاً عنها .
ولا يمكن أن تظهر تفاصيل هذه الفكرة إلاَّ عند الحديث عن طريقة المنهج في معالجة الآيات القرآنية والألفاظ الخاصة بها ، وفهمها بطريقةٍ مغايرةٍ لِمَا سبقَ . وهي تفاصيلٌ دقيقةٌ وكثيرةٌ تأتي في محلِّها عند تطبيق قواعد هذا المنهج على أحد المواضيع الهامّة في العقيدة . أمَّا في هذا الموجز فسوف نورد تمهيداً لهذه الفكرة مؤلَّفاً من عشرة عناوين فرعيةٍ هي :
1 - إجابة المنهج على إشكالات النظام الطبيعي لقد دأب العلماءُ سواءً كانوا علماء دينٍ أو علماء طبيعةٍ على ترسيخ نفس الإجابة القديمة حول التساؤلات الخاصّة بالنظام الطبيعي . فإذا سأل أحدٌ ما عن سبب التباين المناخي أو البيئي مثلاً . . من حرٍّ شديدٍ إلى بردٍ شديدٍ ، كانت الإجابةُ الجاهزةُ دوماً هي : إنَّ النظام الطبيعي هو نظامٌ متوازنٌ ، وأنَّ من شأن التغيّر المناخي أن ينتج المحاصيل المختلفة الضرورية ليعيش الإنسان ، لأَنَّ هناك محاصيل لا تنمو إلاَّ في البرد وأخرى لا تنمو إلاَّ في الحرِّ ، والإنسان محتاجٌ لهذه الأنواع جميعها . فيدلُّ ذلك على أنَّ النظام الحالي هو نظامٌ مسخَّرٌ لهذا الغرض .
ولكنّ هذه الإجابة تبدو غيرَ مقنعةٍ تماماً ، وبخاصةً للمتديِّن أو المؤمن . وهذا على عكس ما تتصوَّر من أنَّه أول المقتنعين بها . لأَنَّ المتديِّن يدركُ أنَّ اللهَ قادرٌ على كلِّ شيء ، ولذلك فهو تعالى قادرٌ على وضع نظامٍ ينتج هذه الحاجات ويتَّسم بالاعتدال المناخي التامِّ مثلاً ، ويخلو من الخصائص المدمِّرة للطبيعة .
وإذن فلا بدَّ من وجود سببٍ آخر لمثل هذه القسوة في النظام الطبيعي لا علاقة له بحاجات الإنسان ،

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 264
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست