الصحيحة ( نسبياً ) ، ويقوم بتصحيح الاستعمالات المعجمية أيضاً .
يعثر المنهج اللفظي على المعنى الأصلي من خلال الاقتران في النظام القرآني وعلى ضوئه يتمكّن من تصحيح المعاجم ومعرفة الاستعمال الصحيح من غيره .
م . المعنى الحركي يقصد المنهج به المعنى ما قبل الأصلي الذي يطابق حقيقة وجوهر المسمى في حركته الأولى في الوجود ، وهو المعنى الذي يصف المسمى وصفاً حقيقياً شاملاً . لتوضيح المعاني الثلاث السابقة نورد المثال الآتي :
أن لفظ ( تراب ) مثلاً له ثلاثُ معانٍ :
المعنى الذهني : وهو المعنى المتبادر ، وهو متغيّرٌ دوماً وينطوي على استعمالات مجازيةٍ في كلام المخلوقين كما في قولهم ( وجدته تراباً ) أي لشحوبه إن كان المقصود به رجلاً أو لتهشمه إلى قطعٍ ناعمةٍ إن كان المقصود بهذا القول شيئاً من زجاجٍ مثلاً .
المعنى الأصلي : إن المقصود بالتراب وفق هذا المعنى : ( الأجزاء والقطع الدقيقة المتشابهة والتي إذا اجتمعت انبثقت منها حركة ممكنة ) . . وهذا المعنى ممكن إطلاقه على أي شيء يتصف بهذا الوصف وليس فقط على التراب المعروف .
المعنى الحركي : هذا المعنى يصف حقيقة كل جزء ودقيقة فيه ( أي التراب ) وصفاً جوهرياً داخلياً يطابق تكوينها ( انظر التفاصيل في اللغة الموحدة ) .
وإذن فالمعنى الذهني هو جزءٌ من المعنى الأصلي اللغوي ، والمعنى الأصلي في اللغة هو جزءٌ من المعنى الحركي .
ولمّا كان القرآن لا يستعمل إلاَّ المعنى الحركي فإنَّ شرح ألفاظه عن طريق المعنى الذهني الاصطلاحي المتغيّر يجعل القرآن متناقضاً ويُفقد نظامَه المحكم . ولهذا السبب ( أي المعنى الحركي ) قلنا أن المعنى التام للعبارة القرآنية الكاملة هو شيءٌ لا يُدرك ، وإنّما تُدرك أجزاءٌ منه عن طريق الاقتران .
فنحن في هذا المنهج نريد تجاوز التفسير الاعتباطي القائم على المعنى الذهني في محاولةٍ للكشف عن جزءٍ من المعاني الحركية . وهو ما يظهر في مثال آية الرواسي في تطبيقٍ للمنهج على هذه الآية في الفصل الثالث من هذا الكتاب .
إنّ ما يمكن إدراكه من خلال هذا المنهج هو المعنى الأصلي الذي يعطي ظلالاً للمعنى الحركي وهو كافٍ لمعرفة كثيرٍ من الحقائق وتصحيح الفكر الديني واللغة وقواعدها .