responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 243


وهنا نسوق مثالين :
المثال الأول : قوله تعالى :
* ( كَذَلِكَ نَسْلِكُهُ في قُلُوبِ المُجرِمين ) * ( الحجر 12 ) قالوا : ( نسلك القرآن أو نسلك الشرك أو نسلك العصيان والاستهزاء ) .
فهذه الأوجهُ الثلاثةُ هي تناقضٌ بناءً على التعريف نفسه ، علاوةً على كونها من الاختلاف قطعاً ، لأَنَّ القرآن والشرك أو القرآن والعصيان متضادان وليسا ( مترادفين ) . ولو مع التسليم بالمترادفات فإثبات أحدهما نفي للآخر ، فهو إذن تناقضٌ .
المثال الثاني : قوله تعالى :
* ( فَقَالَ إنِّي سَقِيمٌ ) * ( الصافات 89 ) قالوا : ( سقيمٌ بمعنى محمومٌ أو مريضٌ أو أني سأمرض ممّا عرفت من نجمي الذي في السماء . أو لم يكن إبراهيم ( ع ) كذلك ، ولكنه أراد الفرار منهم ) . ثمّ تناقشوا في ( جواز كذب الأنبياء لِما فيه مصلحة الدِّين ) ممَّا يُعدُّ مخزيةً من مخازي التفسير لو أردنا التطويل . ولو كان ميكفللي هو المُملي عليهم لما جاء بعبارةٍ أحسن تمثّل جوهر عقيدته .
فهذا اللفظ ( سقيمٌ ) له سبعة أوجهٍ عند إحصاء الجميع ، وإثبات بعضها هو نفيٌ للآخر ، بل نفيٌ لحقائق دينيةٍ ثابتةٍ ، فهذا تناقضٌ .
ولا تتّسع المجلدات لو أردنا الإتيان بشواهد أخرى . فكلُّ تركيبٍ قرآنيٍ وكلُّ لفظٍ له وجوهٌ متعدّدةٌ هي التناقضُ عينه على نفس التعريف . فكلُّ اختلافٍ بينهم في وجوه التفسير وردِّ بعضهم على بعضٍ ، هو تناقضٌ انتبه له الخصومُ أو لم ينتبهوا ، وشاء ( العلماء ) أم أبوا .
قال المستشرق كولد تسهير :
( من العسير أن نستخلصَ من القرآن نفسه مذهباً عقيدياً موحداً ومتجانساً وخالياً من التناقضات ) .
والعلماء المعاصرون شتموه على جُرأتِهِ على القرآن مع أنَّه لم يقل ( من المحال أن نستخلص . . ) ليشتموه ، بل قال ( من العسير ) ! . وأيُّ أمرؤٍ يقرأ تفاسير المسلمين قبل المنهج اللفظي هذا يحقُّ له القول ( من المحال . . . ) إذا كان لا يدرك النظام القرآني .
فإذا كان المستشرق كاذباً فأين هو المذهب العقيدي الموحّد المتجانس ؟ وكيف يشتموه على أمرٍ هم فاعلوه وجاعلوه بالصورة التي هو عليها ؟

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست