responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 242


من فهم معطيات موضوع التناقض ، ولذلك وقعوا في شباكه بينما كانوا يحاولون التخلّص منه . وسبب ذلك كما أوضحنا لك هو أنَّهم شاركوا الخصم في نظرته للقرآن المنكرة لوجود النظام القرآني . فكيف يمكنهم الخلاص من التناقض وهم يشاركون الخصم في قواعده التي أخضعوا لها القرآن ؟
فذلك أوّلُ تناقضٍ وقعوا فيه ، وأمَّا الخطوة الثانية فهي تعريف التناقض حيث قالوا : ( إنَّ التناقض هو التضادُّ بين النفي والإثبات بحيث أنَّ أحد الكلامين يثبت شيئاً والآخر ينفيه ) .
وبناءً على هذا التعريف فإنهم لا يحسبون أنَّ الوجوه المتعدّدة للتفسير والمتضادة مع بعضها البعض من التناقض .
بينما الحقيقةُ هي أنَّ تلك الوجوه المتعدّدة إنَّما هي للخلاص من التناقض بإثبات تناقضٍ مع آيةٍ أخرى . وقليلٌ جداً من الوجوه ما يسلم من هذا القدح ، وهذا القليل هو ما رويَ عن من قال عنهم المولى عزَّ وجل ( آتيناهم الكتاب ) ، بيدَ أنَّ هذه الوجوه السالمة حسبوها من الوجوه الغريبة ، فإمَّا تُترك ، أو يؤتى بها على أنّها آخر الوجوه . وهذا ما يفعله ( متَّبِعُهم ) ، حيث يجد حرجاً ظاهراً في إدخاله ضمن التفسير فيحاول جاهداً تأويل النصّ المفسِّر للقرآن بتفسيرٍ من عنده يطابق قواعد القوم . فكأنَّه لم يكفِهِ القرآن موضوعاً للرأي فهاجمَ السُّنّةَ أيضاً وجعلها مسرحاً لآرائه .
أمَّا غير هؤلاء فإنَّه يأتي بالنصِّ إن جاء به لإثبات غرابته وغرابة قائله لا غير .
وقد فعلوا ذلك مع سوق عددٍ من الوجوه التي لم يقل بها سوى الذين * ( أوتوا الكتاب ) * بالمعنى الذي رأيته في النظام القرآني .
فالوجوه المتعدّدة والمتضاربة هي من الاختلاف .
ومعلومٌ أنَّ كلَّ اختلافٍ هو تناقضٌ . لكنهم لم يحسبوا الوجوه من التناقض لأمرٍ واضحٍ ، وهو عدم إعطاء الخصم إشارةً إلى الوجوه المتعدّدة من التناقض ، فيضطرّهم ذلك إلى ترك التفسير بالمرّة ، لاستحالة التفسير إلاَّ بوجوهٍ متعدِّدةٍ خلاصاً من التناقضات .
ومعنى هذا الكلام أنَّ نظام القرآن يوقع المفسِّر في التناقضِ حتى وإنْ كان من أهل المحبّة للقرآن ، والرغبةِ في الدفاع عنه ، ما دام يتحرّك بقواعد مخالفةٍ للنظام القرآني . فالنظامُ لا يقبلُ خطئاً لا من الصديق ولا من العدو .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 242
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست