responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 241


القدري والمرجئي والمعتزلي والخارجي والباطني كلّهم على حدٍّ سواءٍ ، وهو لجميعهم ينتصر ويؤيِّد .
وسارت في هذا الطريق أمّةٌ كبيرةٌ جدا بعلمائها ونحوييها ، يدفعها خصمها وعدوّها إلى هذا الهدف ، وهي تجري أمامه فرحةً بما تفعل من غير أن تنتبه إلى أنَّها تجري إلى ( سرابٍ بقيعةٍ يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد الله عنده فوفّاه حسابه والله سريع الحساب ) أو إلى ( ظلماتٍ في بحرٍ لجيٍّ يغشاه موجٌ من فوقه موجٌ من فوقه سحابٌ ، ظلماتٌ بعضها فوق بعضٍ إذا أخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور ) .
الأمر الثالث : إنَّكَ عرفتَ أنَّ ( الاختلاف في الكتاب ) شيءٌ ، والاختلاف في الأشياء الأخرى هو أمرٌ آخرٌ غيرُهُ . فلو تذكّرتَ أنَّ ( المختلفين في الكتاب ) هم مجموعةٌ ، وأنَّ المؤمنين هم مجموعةٌ أخرى . فالمجموعة الأولى مختلفةٌ فيه لأنَّها تنكر أو تتنكّر لوجود النظام في الكتاب . والمجموعة الثانية لا تختلف فيه لأنَّها تعلم النظام الداخلي له فلماذا تختلف فيه ؟ وهي لا تجادل المجموعة الأولى ولا تناقشهم قط عملاً بقوله تعالى :
* ( فَلا تُمَارِ فِيهِم إلاَّ مِراءً ظَاهِراً وَلاَ تِستَفتِ فِيهِم مِنهُم أَحَدا ) * ( الكهف 22 ) لأنَّها تعلم أنَّ المجموعة الأخرى منكرةٌ للنظام عن معرفةٍ وقصدٍ .
إنَّ للمجموعة الأولى قواعدها ، وللأخرى قواعدها ، وهما على طرفي نقيضٍ . فلا شيءَ مشتركٌ بينهما لأجل حدوث محاورةٍ من أي نوعٍ . ولذلك فالمجموعة الثانية لا تخالف ولا تختلف . . بل هي صامتةٌ محتسبةٌ منتظرةٌ ل‌ * ( يوم يأتي تأويله ) * الأعراف 53 .
إنَّ المنهج اللفظي يحاور الذين انطلت عليهم أساليب المجموعة الأولى ، وهم في الحقيقة يجب أن يكونوا مع المجموعة الثانية ، وليس قصده المحاورة مع المجموعة الأولى نفسها . وهو لذلك يهدِّمُ أسسَ بنائها كلِّهِ بما يمكِّنُهُ له النظام القرآني من قُدُراتٍ غيرِ محدودةٍ .
التناقض بين تعريف التناقض وتطبيقاته إنَّ الذين تصدّوا للدفاع عن القرآن ضدَّ المتَّهِمين له بالتناقض لم يتمكّنوا

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 241
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست