responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 221


2 . إنَّ بعضَ العلماء مارسوا عملية التوفيق بأنفسهم ولكنَّ الأكثرية هم من الدارسين والمثقّفين ، وليسوا من المراجع الدينية . ولكنَّ وراء هذا الموقف المعلن موقفٌ غير معلنٍ يمكن رصده بوضوحٍ عند مجالسة العلماء ، أو سماع كلماتهم ، أو قراءة تعليقاتهم ، حيث تجد شعوراً داخلياً يدفعهم إلى الارتياح لذكر التوفيق كلَّما سنحت الفرصة بذلك ، وهو أمرٌ طبيعيٌّ تميَّز به كلّ متديّنٍ عاش ازدواجية الإعجاب بالدِّين من جهةٍ ، وبمنجزات العلم الحديث من جهةٍ أخرى ، فلم يقدر على الجمع بينهما ، ولا التخلّي عن أحدهما .
وحينما أصاب الإحباط جيلاً سابقاً حاول الوقوف بوجه العلم لصالح الدِّين حصل عكس ذلك : تراجعٌ لِمن حاول ركوب موجة العلم ونقد الدِّين .
وحينما فشل الاتجاهان لم يقدر المتديّن إلاَّ على خيارٍ واحدٍ هو خيار الجمع بينهما . فكانت المواقف في هذا الشأن متناقضةٌ وسريعةُ التقلّبِ بحسب ما يتمكن كلّ واحدٍ من الحصول على معلوماتٍ جديدةٍ عن العلم أو الدِّين ! .
3 . الدهشةُ التي أصابت المشرق الإسلامي كانت أعظم منها في الغرب لِمَا أنجزه العلم من تطوّراتٍ . فسال لعاب هذا المشرق للمخترعات العلمية والتطورات الحديثة مع جهلٍ شديدٍ بأسس ومبادئ تلك التطوّرات . وكان المشرق الإسلامي ولا زال يفتقر إلى علماء في الطبيعة بالمعنى الدقيق ، وإنْ وُجدوا فهم هناك أمَّا في الغرب أو في عملهم الخاص منشغلين عن النظر في القرآن الكريم . فكان الذين يقومون بعملية التدقيق هم دوماً أو غالباً يجهلون أحد طرفي المعادلة : إمَّا القرآن أو العلم أو كلاهما .
وهناك حقيقةٌ في العلم التجريبي ظلّت مجهولةً للأكثرية في المشرق الإسلامي وهي ( ظاهرية العلم التجريبي ) . فهذا العلم ليس علماً ينفِذُ إلى جوهر أو حقيقة الأشياء ، بل هو علمٌ قائمٌ على دراسة واستغلال القوانين التي تتحرّك بها الأشياء أو تسلكها ظاهرياً ، فهذه القوانين معرّضةٌ للخطأ في الأبعاد الثلاثة : في الفرض وفي الموضوع وفي القياس . فقد يتغيّر الفرض مراراً ولا ينطبق على موضوعه ، وقد يتغيّر الموضوع والفرض سوىً . وأمَّا القياس فالخطأ فيه محتومٌ ودائمٌ ويلاحق الفرضَ

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 221
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست