responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 220


ومن هنا يرفض المنهج هذه الطرق السلبية للدفاع عن القرآن باعتبارها طُرُقاً لا تدافع عن القرآن ( إذ هو غنيٌّ بنفسه عن هذا الدفاع ) ، بل تثبتُ وترسّخُ مبادئ وقواعد المؤامرة نفسها ، وتُعطي للمتآمرين بُعداً تاريخياً لِمَا فعلوه أطول ممّا مرَّ من حُقبٍ ودهورٍ .
إنَّ المنهج اللفظي ينصح من يهمّه الأمر أنَّ عليهم الإقرار بأنَّ القرآن نظامٌ مستقلٌّ بنفسهِ وقائمٌ بمفرده فيستريحوا ويريحوا ويقطعوا الشكَّ من أصلهِ ، ويأخذوا موقف القويّ اللائذ بالقرآن بدلاً من أساليب الترقيع والردود الهشّة المتناقضة على شكوكٍ وضعوها بأنفسِهم ، وعملوها بأيديهم ، ثمَّ اتّخذوا من بعدها موقف الضعيف المستكبر على القرآن ، ليجعلوه هو اللائذ بهم ، والمحتاج إلى دفاعهم وهم يكتبون بأيديهم أنَّ هذا الكتاب كتاب الله من جعله إماماً كان له عزّاً ومنعةً ، ومن جعله خلفه ضربه الله بالذلّ والخذلان .
ولن يقدرَ أحدٌ أن يجعله إماماً حتى يجعله فوق القواعد وفوق الأساليب حاكماً عليها غير محكومٍ بها .
إلغاء المنهج اللفظي للتفسير العلمي للقرآن وقدرته في حلِّ معضلة القرآن والعلم لقد حصلت مشكلة التوفيق بين القرآن والعلم في أوائل النهضة العلمية الحديثة ، ولا زالت تعتبر معضلةً كبيرةً من جهاتٍ متعدّدةٍ رغم الجهود الكبيرة التي بُذِلت من قبل البعض ، لترسيخ التوفيق بين العلم والقرآن خصوصاً .
وكانت هناك عدّة مظاهر في هذه العملية التوفيقية والتي لم توفق في الدّفاع عن القرآن ، بقدر ما أدّت إلى الإساءة إليه والابتعاد عن حقائقه . فمن تلك المظاهر :
1 . التناقض في مواقف العلماء بين بعضهم البعض أوَّلاً ، وبين كلّ واحدٍ منهم ونفسه ثانياً خلال مراحل حياته الخاصة . فبعضُهم أجاز التوفيق وبعضُهم رفضه أو حرّمه . والذي أباح التوفيق جاء وقتٌ رأى فيه أنَّ التحفّظ أفضلُ ، والذي حرّم التوفيق بين القرآن والعلم جاءه وقتٌ صار فيه من طليعة المتحمّسين للفكرة ، أو الفاعلين لها ، والداعين إليها . وسبب ذلك هو القصور في معرفة حدود العلم التجريبي من جهةٍ ، والجهل بالعلم القرآني وطبيعته من جهةٍ أخرى .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 220
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست