responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 217


ويقول المنهج اللفظي إنَّ الشاكَّ لا يرضى بهذه الإجابات ، ولا يرضى بها المنهج أيضاً ، لأنَّ المخالفة لأساليب العرب لا تعني بالضرورة أن يكون أوطأ منها ليأخذوه حجّةً عليه ، بل أقرّوا أنَّه ( يعلو ولا يُعلى عليه وأنَّه يحطّم ما تحته ) . وهذا هو اعترافٌ لأحد عتاة قريش وأبلغهم بلسان العرب يومها . فإقراره أنَّه يحطّم ما تحته له مدلولان : الأول أنَّه يخالف أساليبهم علواً ورفعةً ، والثاني إنَّ هذا العلو لا يُعلى عليه . وبالتالي يكون معنى العبارة أنَّ لغتهم خاطئةٌ وأساليبهم اللغوية واهيةٌ ، وأنَّ هذا الكلام هو الوحيد الصحيح صحّةً مطلقةً بحيث أنَّه يحطّم كلّ ما هو سواه . فلماذا يجيء العلماء تترى بعد ذلك والى هذا الوقت ليقولوا أشياء لم يقل مثلها حتى عتاة قريش ، ويجعلوا القرآن خاضعاً لقواعد اللغة العربية وأساليبها ؟ أم بلغ بهم الأمر في الانحراف حدَّاً تجاوزوا فيه حتى المشركين وهم مع ذلك يرفعون لواء الحماية عن القرآن والدِّين ؟ .
إذا كان الأمر كذلك ، فإنَّ مؤامرة التحريف هي أكبر ممَّا كنتَ تظنُّ وإنَّها لكذلك . فأحْكَمُ المؤامرات الفكرية هي التي تجعل المرء يفعل ما يريده الخصم من غير أن يشعر بذلك . وهذا يعني أنَّ كثيراً من العلماء عملوا بالتحريف من غير قصدٍ .
إذن فقول المدافع عن القرآن : ( لأخذوه حجّةً عليه واستراحوا ) ، جوابُهُ : أنَّه مخالفٌ لأساليبهم لدرجةِ أنَّهم عجزوا أن يأخذوه حجّةً عليه لعِلُوِّهِ في المخالفة لا لدُنوِّهِ فيها . . فلم يستريحوا ولن يستريحوا .
نعم . . . المصيبةُ أنَّ عُتِلَّ قريشٍ استراح من معارضته لأنَّه علِمَ أنَّه ( أنَّه يعلو ولا يعلى عليه وأنَّه يحطّم ما تحته ) . . ولكن من لم يسترحْ إلى الآن هم علماء الإسلام إذ لا زالوا يبحثون عن مخارجَ لمخالفته لقواعدهم كما مرَّ عليك . ولمَّا كان يُعيبهم ذلك كانوا يعيبونه ويصفونه بأوصافٍ يظهر جلياً منها أنَّ عُتِلَّ قريشٍ كان أكثر إنصافاً منهم بما لا يقاس كما سيأتيك في هذه النماذج التاريخية .
لقد ذكر النصّ السابق أنَّه لم يعبْ أحدٌ على القرآن مخالفته لأساليب العربية مع أنَّ هذه المخالفة ( وعيبهم عليه ) مذكورةٌ في كلّ القواعد بصورةٍ مباشرةٍ أو غير

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 217
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست