responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 212


لأنَّ الإعجاز الذاتي لا يحتاجُ إلى دليلٍ لإثباته ؟
إذ لا يكون إعجازاً إذا احتاج إلى الدليل فانتبه إلى ذلك .
إنَّ المرجِعَ يريدُ أن يبرهن على المعجزةِ ووجودها ، بينما المعجزةُ يجب أن تبرهن نفسها أوَّلاً ، وغيرها ثانياً . ولذلك ذكرنا مراراً أنَّ العلماء لم يلوذوا بالقرآن ، بل جعلوه يلوذُ بهم لإهمالهم التامّ التفكير في فلسفة الإعجاز ولتركهم تدبّر القرآن ، بل والنصوصُ المقدّسة الأخرى التي توضّح طريقة هذا التدبّر .
فترى هذا المرجع قد استدلَّ على إعجاز القرآن بمقدّماتٍ خاطئةٍ وواهيةٍ وضعها من نفسهِ . وهذا التناقضُ لم يسلمْ منه أحدٌ من علماء الإسلام على حدِّ علمنا . وكلُّ ذلك بالطبع سببه عدم إدراك الإعجاز ، إذ الإعجازُ القرآني يصبحُ قضيةً لا منطقيةً ولا معقولةً إذا آمن الرجلُ بجري القرآن على الأساليب العربية وقواعدها .
وهكذا يكشف لك المنهج اللفظي عن محنة علماء الإسلام بطريقةٍ واضحةٍ وجليّةٍ ، ويُظهِرُ خبايا أفكارهم وهواجسهم : فإذا أنكروا القواعد ضاعت اللغةُ عليهم ولم يمكنهم بعد ذلك تفسير أو إعراب آيةٍ واحدةٍ ! ، وإنْ آمنوا بالقواعدِ وخضوع القرآن لها وسيره على منوالها ، لم يدركوا لماذا هو معجزٌ ودخلَ الشكُّ في كونه منزّلٌ من الله داخل نفوسهم ، وإن تظاهروا بالتقوى والورع والعبادة . فإذا فسَّروا بالصرفة أشركوا ، وإذا تركوه شكّوا . . فمحنتُهُم هي محنةٌ تاريخيةٌ لم يحدث لها مثيلٌ في أمّةٍ سابقةٍ قط .
نعم . . . الحسُّ الوجدانيُّ بكونهِ معجزةً وعدم الخوض في الأفكار العويصة كان أسلمُ طريقٍ . وبذلك يصحُّ ما قاله أحدُهم قبيلَ موتهِ من أنَّ عجوزاً من عجائز العراق لا تدري ما القراءة ولا الكتابة هي أكثر يقيناً منه وأقربُ إلى الله تعالى .
أنَّ المنهجَ اللفظيَّ يكشفُ لكَ بجلاءٍ ومنطقٍ صارمٍ أنَّ الأمثلةَ القرآنيةَ التي تُكتَبُ كجُمَلٍ لشرحِ القواعدَ العربيةَ في المدارس والجامعاتِ ، والشواهدَ القرآنيةَ المزبورة في كُتبِ النحو والبلاغةِ ، هي جميعاً تأتي في عملٍ هو جزءٌ من الشرك الأكبر الذي لا يغفره الله أبداً .
وهي نتيجةٌ لا ريبَ فيها ولا شكَّ ولا نقاشَ آخر . فإذا أردتَ التأكّدَ فأعِدْ قراءة هذا البحث وما سبقه مرّةً أخرى ، واقرأ الملاحقَ في آخر هذه المقدّمةِ وأربط الجميعَ في ذهنكَ مرّةً واحدةً لترى أنَّ صدق هذه النتيجة هو عين الصدق في قول ( لا إله إلاَّ الله ) .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست