responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 213


إنَّ المنهج اللفظي بتفسيرهِ للإعجاز في كونه هو ( النظام القرآني نفسه ) الذي يحاول فتح أبوابه . . إنَّ هذا المنهج . . هو الوحيدُ القادر على إبطال الصرفة بإسقاط جميع مقدِّماتها عن كلِّ اعتبارٍ تخليصاً الأمة من هذه المحنة . إذ يصبح الإعجاز في هذا المنهج في ذات القرآن من خلال النظام ( الهندسي ) المحكم والصارم لجميع تراكيبه مع بعضها البعض . وهو نظامٌ ذو احتمالاتٍ غير متناهية تكشفُ عن حقائق الأشياء جميعاً ، بالاقترانات ذات الطبقات المتعدّدة والتي لا حدود لها ، فيكون الإتيان ( بجملةٍ مفيدةٍ ) واحدةٍ تدخل مع هذا النسيج ألفاظاً وترتيباً ومعانيَ واقتراناتٍ احتمالاً صفرياً أو مستحيلاً ، لأنَّه يساوي حاصل قسمة الواحد على العدد النهائي .
وبذلك تسقط دعوى الصرفة تلقائياً ، لأنَّ النظام القرآني هو المانع عن الإتيان بمثلِهِ ، وليس المانعُ قوّةً خارج القرآن ، ولأنَّ الأمرَ ممتنعٌ بنفسِهِ ، ومُحالٌ بنفسِهِ ، ولأنَّ أيّة عبارةٍ ستكون صادقةً في جزءٍ منها وخاطئةً في جزءٍ آخر عندما تؤخذ ألفاظها لعرضها على النظام القرآني الذي استخدم تلك الألفاظ .
ونناقش الآن قضيَّتين تفرّعتا عن ذلك جاء لهما أهل الإسلام بإجاباتٍ تخالف القرآنَ والسُّنَّةَ والعقلَ وأجمعوا برغم هذا على صحّتها ! ! .
هل يمكن الإتيان بآيةٍ واحدةٍ من مثل القرآن ؟
لقد اعتقد علماء الإسلام أنَّ هناك إمكانيةً للبشر في أن يأتوا بآيةٍ واحدةٍ من جنس القرآن ، ولكن هذه الإمكانية لا تُلغي التحدّي !
لماذا ؟ لأنَّ الله تعالى حسب اعتقادهم لم يتحدَّ البشرَ بآيةٍ واحدةٍ ، بل تحدّاهم بسورةٍ وبعشر سورٍ وبالقرآن الكريم كلّه ! ! ، ومعلومٌ أنَّ أصغر سورةٍ مؤلّفةٍ من ثلاث آياتٍ وهذا يدلُّ بحسبِ منطقهم على أنَّ الآيةَ الواحدةَ ممكنةٌ في ذاتها .
إنَّ المنهج اللفظي إذ ينظر للتركيب القرآني نظرةً فاحصةً ، ويتأمّل في كلّ لفظٍ ، ويلاحظ كلّ حرفٍ ، فإنَّه يخالفهم في ذلك ، بل ويناقضهم ، ويجعل قولَهم هذا ( عتوَّاً كبيرا ) ، لأنّهم ظنّوا أنَّ قولَه تعالى ( لا يأتون بمِثلِهِ ) معناه ( أي بكتابٍ كاملٍ مثل القرآن الكريم ) ، وأنَّه تحدّاهم به كتاباً في هذه الآية ثمَّ تحدّاهم بعشر سورٍ ثمَّ تحدّاهم بسورةٍ واحدةٍ

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست