responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 202


الذين مهّدوا للاختلاف في ترتيبه وقراءته من خلال المجادلات التي افتعلوها ربع قرنٍ لحين الاستقرار على مصحفٍ مقبولٍ ! ! .
وهؤلاء هم الذين وضعوا ( اللجان ) المفتعلة لجمع قرآن مجموعٍ وموجودٍ أصلاً !
وهؤلاء هم الذين وضعوا المنادين في الطُرقات ليجلبوا لهم شهوداً يشهدوا للقرآن .
وجاءت من بعدهم ( الرجال ) تترى !
جاء النحويون والمفسِّرون . . وجاء البلاغيون من ثمَّ ليكملوا الشوط إلى آخره ، وليؤسِّسوا عقائدَ كاملةً في الإعجاز والتفسير مرجعها كلّها إلى أمرٍ واحدٍ هو إفراغ القرآن من محتواه الإعجازي الحقيقي ، وسلبه حجّيته بجعل الرجال حجّةً على القرآن .
فرجالٌ يجمعون القرآن ، ورجالٌ يحرقون المصاحف ، ورجالٌ يفسّرون ، ورجالٌ يُعربون ، ورجالٌ سبعةٌ أو أكثر يقرؤون ، ومدنٌ سبعةٌ تقرأ بقراءاتٍ مختلفةٍ ، ورجالٌ لمعرفة الرجال !
كلّ أولئك وغيرهم ( يحتاجهم ) القرآن ليثبت أنَّه كلام الله ! . . القرآن الذي احتاجه محمد ( ص ) ليثبت به أنَّه رسول الله !
ولم تكن حجّية القرآن لتنفع شيئاً حينما عادت إليه على أيدي الأصوليين في عصور تأسيس الفقه والأصول . فتلك الحجّية محكومةٌ بالرجال أيضاً . وهم كلُّ الجمع السابق ، ومعهم رجال الأصول ورجال الكلام ورجال البلاغة الجدد ! وهؤلاء يحتاجهم القرآن لإثبات حجِّيته عند أهل الأصول .
لكن موقف المشكّك أقوى بكثيرٍ من موقف ( المؤمن ) رغم كثرة الرجال !
فإنَّ التواتر يصحّ لإثبات قضيةٍ مضت منذ فترة من الزمان بحيث لا سبيل لإثباتها إلاَّ بهذا الطريق ، ولا يصحّ لإثبات قضيةٍ لا زالت قائمةً وشاخصةً بيننا !
فإذا كان القرآن معجزةً وهو بين أيدينا الآن ، فإنَّه يجب أن يثبت نفسه بنفسه باعتباره معجزةً . ولا يصحّ القول أنَّه كلام الله بدليل التواتر لأنَّ عبارة ( كلام الله ) هي تعبيرٌ آخر للمعجزة . وعليه فإنَّ التواتر كدليلٍ على الإعجاز يسوقه العلماء ، هو نفسه دليلٌ مناقضٌ ومنافٍ للإعجاز وإن لم ينتبهوا لذلك .
ونسوق لهذه النتيجة مثالاً واضحاً وليكن من معاجز الأنبياء الذين تقدّموا على نزول القرآن ، مثل عصا موسى ( ع ) . فإنَّه يصحّ أن تقول للمشكّك بوجود مثل تلك العصا ، إنَّ الدليل عليها هو ( التواتر ) حيث أجمعت أمّةٌ من الناسِ على وجود

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 202
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست