responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 200


ومع أنَّه ( إمامٌ صامتٌ ) لكن لسان حاله يقول : أيُّها الأصدقاء . . أنا الذي إن شئتم شهِدتُ لكم . . أنا الذي يجب أن تتحاكموا إليَّ . . أنا الذي تحتجّونَ بي وتخاصمون لا أن تحتجّوا ليَ أو تحاكموني ، فمنكم من يتّهم ، ومنكم من يدافع . . أنا خارجُ كلِّ اتِّهامٍ وفوقَ كلِّ دفاعٍ . . إن كنتم تعلمون ! .
تلك أخي القارئ صورٌ مصغّرةٌ لمحنة القرآن وغربته في هذه الأمة . والشهود والمدافعون والمحامون هم علماء الأمة من فقهاء وكلاميين وبلغاء ونحويين .
وهذه فقرات من المسائل المتعلّقة بالإعجاز القرآني أو إثبات نسبة القرآن إلى الله في أقوال المشكّكين وردود العلماء المتهافتة عليها . . والكيفية التي يتمكّن بها المنهج اللفظي من إبطال طرق الدفاع السلبي إلى الأبد ، وتأسيس قاعدةٍ جديدةٍ لعرض تلك المسائل بطريقةٍ منطقيةٍ .
إلغاء فكرة تواتر القرآن حينما يسأل المتشكّكون : ما هو الدليل على أنَّ هذا القرآن هو كلام الله تعالى لا كلامَ غيره من الخلْقِ ، فإنَّ إجابة العلماء كافةً ومنذ قرونٍ طويلةٍ هي أنَّ الدليل على ذلك هو ( التواتر ) .
والتواتر كما تعلم معناه أنَّ جماعةً كثيرةً ذكرت ( النصّ ) أو ( الحادث ) باطمئنانٍ بحيث أنَّ كثرتهم وتباعدهم في السكنى ووثاقتهم تستلزم أن لا يكون هناك احتمالٌ بتواطئهم على الكذب ، فيكون ورود النصّ أو الواقعة متواتراً ، أي مقطوعاً بصحّة صدوره أو وقوعه .
وحينما ذكر خصوم القرآن أنَّ عملية الجمع في الصدر الأول استدعت أن يوقف ( الخليفة ) بعضَ الصحابة على باب المسجد ، فإذا شهد شاهدان على سماع الآية من النبي ( ص ) أُثبِتَتْ في المصحف . وهذا على رأي الخصوم معناه أنَّ هناك إمكانيةً لأن يأتيَ أحدٌ ما بمثل القرآن إذ لا داعي للشهود لو كان القرآن متميِّزاً بنفسه عن كلام الخلْق . أجابَ العلماء : إنَّ ذلك هو للتأكّد من صحّة بعض الألفاظ في النصّ لا للشكّ في النصّ كاملاً أو الآية كاملةً .
ومع أنَّ إجابة العلماء تناقضها حقائقٌ تاريخيةٌ تفيد أن آياتٍ كاملةً كانت موضوعَ جدلٍ بينهم فيما إذا كانت من القرآن أو ليست من القرآن ، ومع أنَّ

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست