responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 199


الفصل الثاني : إنهاء المنهج اللفظي لحالة الدفاع السلبي عن القرآن

تمهيد

الفصل الثاني إنهاء المنهج اللفظي لحالة الدفاع السلبي عن القرآن تمهيدٌ أخي القارئ :
لا بدَّ أنَّه قد مرَّت عليك في حياتك مواقفُ عجيبةٌ أو سمعتَ بمواقف حلّتْ بإخوانك وأصدقائك ، ولا بدَّ أنَّك أُصِبتَ بالإحباط أو الحرج الشديد في يومٍ ما من أحد أصدقاءك ، حينما كان يحاول أن ينفعَكَ فأضرَّكَ ، وحينما كان يسعى لأنْ يشهد لكَ فشهِدَ عليك ! . وأسوأ ما تشعرُ به من حرجٍ حينما لم تكن أصلاً محتاجاً لدفاعه وشهادته . وإذا تكرّرَ ذلك فإنَّك تفكِّر جدّياً في غاية صديقك من هذا العمل ، فإنَّه إن لم يكن أحمقاً فهو عدوّ .
وينصحك الناصحُ أن تعتبره ( أحمقاً ) أو ( جاهلاً ) ليخفِّفَ عنك ما تشعر به من غيظٍ وحنقٍ عليه . ولكنك تدرك من الخبرة الطويلة مع صديقك هذا أنَّه رجلٌ حادُّ الذكاء ، وعندها تذهب نصيحة الناصح هباءً ، لأنَّك لا ترضى أن يكون ذكيَّاً في كلّ أمرٍ إلاَّ ما يخصُّ علاقتَه بك ! .
وعندئذٍ تقسم بالأيمان المغلّظة أن الرجلَ ليس أحمقاً ولا جاهلاً ، ولكنه عدو كامنٌ ( يتسلّلُ لِواذاً ) إلى أعدائك الظاهرين ، ويحاولُ أن يقدِّمَ لهم خدمته مستغلاً ثقتك به .
مثل هذه الأشياء تحدثُ يومياً في كلّ مكانٍ وزمانٍ بنسبٍ متفاوتةٍ .
لقد ابتليَ القرآنُ بأصدقاء من هذا النوع . . ! أصدقاءَ أرادوا أن يشهدوا له فشهدوا عليه ، وأصدقاءَ أرادوا الدفاع عنه فأثبتوا التهمة ضدّه ، وأصدقاء أرادوا أن يحاموا عنه فتوكّلوا عنه من غير أن يوكِّلهم ، فنطقوا من غير أن يأمرهم .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 199
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست