responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 198


يرقِّمها بتسلسلٍ معقولٍ مواضيعاً وفصولاً ، فأراد مخادعة السيِّد . . فجمعها بصورةٍ عشوائيةٍ كارهاً قراءتها بتمعِّنٍ ، فجاء بعضها اتّفاقاً على ما كان يريده السيّد من التسلسل . . فهل يثيبه السيّد على هذا العمل ؟ كلاَّ . . بل سيعاقبه لأنَّ القليل الصحيح منها لا يلغي عصيانه الأمر بضرورة الاجتهاد والتدبّر ، ولا يلغي الفساد الذي حلَّ بأوراق السيّد والذي جعل كتابه كلّه بالمقلوب إلاَّ ذاك قليل .
إنَّ بعضَ الإشارات التي وقعت اتّفاقاً مطابقةً لنظام القرآن لم تكن في الواقع سوى لمح عابرة من ظاهر القرآن . وهو الظاهرُ الذي وصفه النبي ( ص ) بقوله " ظاهره أنيق " ، فحسبوها باطن القرآن ، وظنَّها بعضَهم كشوفات تأتيهم من عالم الغيب . فهذا الظاهر مليء بالحقائق التي لا حصر لها ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
لقد رأت الاتجاهاتُ المختلفةُ تفسيراً في اللفظ القرآني المعنى الذي أراده كلّ اتجاهٍ منها بما يلائم عقائده . وإنَّ تأكيد المنهج اللفظي على المعنى الأصلي الحركي لكلِّ لفظٍ هو إلغاءٌ لتلك المناهج وتوحيدٌ لها في آنٍ واحدٍ . وهو يحوّل القرآن من كونه موضوعاً لمختلف الآراء والاتجاهات المتناقضة إلى كونه الكتاب الذي يفسِّر جميع الظواهر ويوضّح جميع المسائل , فيتحوّل القرآن من مُقادٍ إلى قائدٍ ، ومن وضعه الحالي الذي جعلوه فيه محتاجاً إلى تفسيرٍ ، إلى وضعٍ جديدٍ يقوم هو فيه بتفسير الأشياء ، وهو وضعه الطبيعي الذي أُنزِلَ فيه ولأجله :
* ( وَنَزَّلنَا عَلَيكَ الكِتابَ تِبيَاناً لكلِّ شيء ) * ( النحل 89 ) وبذلك يظهر لكَ مخالفة هذه الاتجاهات لقولها . فطالما ادّعت أنَّ القرآنَ إمامُها وقائدُها ، ولكنها في التطبيق العملي كانت هي التي تحاول أن تقوده إلى مراميها .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 198
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست