responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 197


وهكذا تتحوّل عبادة الله إلى عبادة الذات من خلال وحدة الوجود أو ما سمّاه ابن عربي ( الحق عين الخلق ) . وهكذا يتّخذ ابن عربي من نفسه إلهاً آخر .
* ( أَفَرَأيتَ مَنْ اتَّخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ وَأَضلَّهُ اللهُ عَلَى عِلمٍ ) * ( الجاثية 45 ) * ( أَرَأيتَ مَنْ اتَّخَذَ إلهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيهِ وَكيلا ) * ( الفرقان 43 ) ومن هنا يتّضح لك ما ذكرناه من أنَّ التنظير للوثنية قد بلغ درجته القصوى في عقائد هذه الاتجاهات عبر مراحل التاريخ ، من خلال الأساليب الملتوية النفسية واللغوية والعقائدية التي صاغوها بطريقةٍ ماكرةٍ وكيديةٍ خفيت على كثيرٍ من العلماء والدارسين ، فضلاً عن العامّة .
لقد رأيت من خلال ما مرَّ من أمثلةٍ في هذه المقدّمة أنَّ التركيب القرآني لا يمكن إدراك ظاهر معناه إلاَّ بمعرفة النظام القرآني وقواعده . وأكّد المنهج اللفظي أن تفسير القرون الماضية لم ينفع شيئاً في إدراك المعنى الظاهري فضلاً عن المعنى الباطني ما دامت الألفاظ والتراكيب عندهم يحل بعضها محل البعض الآخر . ومعنى ذلك أنَّ المفسِّرين الذين خاضوا غمار المعاني الباطنية خرجوا عن كلٍّ من المعنى الظاهر والباطن ( ولو كانوا حذرين كلّ الحذر ) ، لأنَّ الأسس والمبادئ التفسيرية التي انتهجوها هي نفسها مخالفةً للنظام القرآني وقواعده ، فكيف يتراءى المعنى الباطن وهناك أخطاءٌ جسيمةٌ في فهم الظاهر ؟ وهل يرى المرء ما وراء الجدار إذا كان لا يمكنه أن يرى ما على الجدار ؟ .
وينوّه المنهج اللفظي إلى أن بعض تلك الإشارات والتأويلات منهم ربَّما جاءت مطابقةً للنظام القرآني وقواعد هذا المنهج ، ولكنها ليست إلاَّ حالاتٌ معيّنةٌ ومعدودةٌ حدثت اتّفاقاً . فهي مشمولةٌ بقول النبي ( ص ) : ( مَنْ فَسَّرَ القُرآنَ بِرأيِهِ فَأَصَابَ فَقَد أَخطَأ ) .
وهذا يعني أنَّ القرآن لا يفسِّره إلاَّ نظامه الداخلي ، ولا يقبل أي رأيٍّ من أيِّ أحدٍ من الخلق . فإذا وقع قوله مصادفةً مطابقاً للنظام القرآني فهو مخطئٌ أيضاً لأنَّ هذه المصادفةَ لن تتكرّر دوماً ، هذا عدا عن فساد نواياه من الأصل في تجنّبهِ الإذعان لنظام القرآن .
ومثال ذلك : رجلٌ أمَرَه سيّده أن ينظِّم له أوراق كتابه وأن

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست