responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 196


( . . . أمَّا بعد فإنِّي رأيت رسول الله في مبشّرةٍ رأيتها في العشر الآخر من محرم سنة سبع وعشرين وستمائة بمحروسة دمشق وبيده كتاب ، فقال لي هذا كتاب فصوص الحِكَم خذه وأخرج به إلى الناس ) ! !
وهكذا انتدب الني ( ص ) ابن عربي متذكِّراً بعد ستة قرونٍ فجوةً في إبلاغ رسالات ربّه وحاجة الأمة إلى كتابٍ جديدٍ لإكمال الدِّين وإتمام النعمة !
لقد استغلّت هذه الفئات حديثاً نبوياً شائعاً جداً هو قوله ( ص ) : ( من رآني في المنام فقد رآني فإنَّ الشيطان لا يتمثّل بصورتي ) ، ومع أنَّهم اختلفوا في تفسيره إلاَّ أن هذه الفئات وجدت فيه فرصةً لنسبة أفكارهم إلى النبي ( ص ) في رؤى رأوها بزعمهم لتصدِّقهم العامّة والخاصّة . والمنهج اللفظي إذ يعرض أفكارهم على النظام القرآني فإنَّه يشهد أن ابن عربي ما رأى سوى الشيطان يأمره أن يخرج أوثانه إلى الناس .
وبعد إن أمره النبي ( ص ) بزعمه قال ابن عربي : ( فقلت السمع والطاعة لله ولرسوله ولأولي الأمر منّا كما أُمرنا ) ! ( فصوص الحكم / 47 ) .
وعلينا أن نكشف عن وجه الحيلة في هذه العبارة : فالرسول ( ص ) أمره وهو يقول مجيباً السمع والطاعة لله ولرسوله وكان عليه أن يكتفي بذلك . فلماذا قال : وأولي الأمر منّا كما أُمرنا ؟ وأين هم أولو الأمر في رؤياه ؟ .
إنَّه يريد التنويه بهذه الحيلة إلى شخوص أولي الأمر ! فهم هنا ابن عربي نفسه ، لأنَّه هو الرائي ، وهو إذ يطيع الله أو رسوله أو أولي الأمر فهو سواء لأنَّ ( من عرف نفسه فقد عرف ربّه ) . فالربُّ متجلٍّ بالنفس ( وبالنفس صورته ) . فكلامه مرتبطٌ مع بعضه وإن تفرّق في الكتاب .
إنَّ لسان حاله يقول : إن لم أرَ النبي ( ص ) فأنا صادقٌ أيضاً لأنِّي أقول بوحدة الوجود ، ونفسي أولى بالاتِّباع لأنَّها أقرب صورة لي من ( صور الربّ ) فطاعتها طاعة للربّ وطاعة للرسول . وهو بذلك يفسّر الضمير في قوله تعالى ( وأُولي الأمر منكم ) ، وهو نفسه فافهم عباراته واربطهما معاً .

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 196
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست