responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 195


وما يريهم وهو الآيات جهة رابعة ، وظرف الرؤية الذي هو الآفاق وأنفسهم جهة خامسة ، والذي يتبيّن لهم من خلال ذلك جهة سادسة ، وحالة التبيين كونه تبيين ( أنَّه الحق ) جهة سابعة . فأنَّى لابن عربي أن يفهم ذلك ؟ وكلُّ ما يبغيه هو أن يجعل الحقَّ والخلقَ واحدٌ ؟
الرابع : اتّسَمَت هذه الاتجاهات أيضاً بأسلوبها الخاص بالكتابة والذي تميّز بالاستعلاء على الناس باعتبارهم عُوّاماً لا يفهمون كلام الخاصّة الذين يتحدّثون بلغةٍ ومفاهيمَ لا ينالها إلاَّ من أوتيَّ الحكمة . وقد أدَّى شعورهم المرضي هذا الذي استفحل فيهم إلى انفرادهم بصفتين في أسلوب الكتابة : الأول هو التعمية في استعمال العبارات وشحنها بالألفاظ الغامضة ، والثاني هو ظهور ( عبادة الذات ) في نصوصها بصورةٍ جليةٍ لِمَنْ أراد إخضاعها للدراسة النفسية ، فلا تفوت الواحد منهم بضعة أسطر ما لم ينوّه لك أن هذه ( الحقائق ) هي من الأمور الخاصة ، وإنَّ كشْفَهَا قد تمَّ بطرقٍ مختلفةٍ عن ما تعلمهُ أنت من علوم ومعارف . فهو يوحي للمتلقي بضرورة أخذ مفاهيمه المتناقضة بغير مناقشةٍ ، ويحاول أن يؤثِّر عليه تأثيراً نفسياً لِيَقبل هذه الأفكار باعتبارها ( تجلِّياتٍ ) لا تُؤْتى لكلِّ أحدٍ . وقد يُعلِّقُ بعد انتهاء كلِّ فقرةٍ من تلك الترهات والتناقضات بقوله ( خذها وكن من الشاكرين ) !
وقد لاحظ المنهج اللفظي أنَّهم يفعلون ذلك أيضاً كلَّما بلغت التناقضات غايتها ، وشعروا بوجود خللٍ عظيمٍ في الكلام وفتقٍ لا يمكن رتقه إلاَّ بهذه الترقيعات .
الخامس : تميَّزت مؤلّفات هذه الاتجاهات بالكذب تارةً ، والاحتيال على النصوص تارةً أخرى . وتشابهت فيما ادّعته أنَّها تتلقّى تلك ( العلوم ) من لدن حكيمٍ خبير مباشرةً وبلا واسطة ، أو أنَّها خُصَّت برؤية الرسول ( ص ) بالمنام ويأمرها وينهاها ، بل ويسمّي لهم مؤلفاتهم ويضع لها عناوينها ، وكأنَّه يفعل ذلك لأمرٍ فاته إبلاغه للناس فاستعان بهؤلاء على إبلاغه بعد قرون ! .
وهكذا انتشرت هذه الطريقة حتى لا تجد أحداً منهم إلاَّ وتلقَّى كتابه في فتوحاتٍ ربّانيةٍ أو مكّيةٍ أو تجلّياتٍ سماوية .
قال ابن عربي بعد حمد الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلّم :

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 195
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست