responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 194


أوّلاً الافتراق والبعد السحيق بين النفس والربّ ، ويفيد ثانياً الاستحالة . فماذا يعرف المرء من نفسه ؟ أيعرف كيف جاءت وكيف تتوفّى ؟ أيعرف تكوينها ؟ أيعرف أجلها الذي تموت فيه ؟ .
إنَّ من يعرفُ شيئاً يصبح ذلك الشيء مقدوراً له ، ويصبح مستولياً عليه ، وقادراً على صنع مثله أو إحداث تغييرٍ فيه . وكأنَّ ابن عربي لم يسمع قسم النبي صلى الله عليه وآله وسلّم عشرات المرّات ( والذي نفسُ محمّدٍ بيده . . ) فلم تكن نفس محمّدٍ ( ص ) بيدِ محمّدٍ ( ص ) ، بل كانت بيد الله .
إنَّ النصَّ النبويَّ يؤكِّدُ على تلك الحقيقة ، وهي أنَّ المرءَ إذا كان عاجزاً عن معرفة نفسه فهو عن معرفة ربِّهِ أعجز . نعم . . لا يعرف المرء عن نفسه إلاَّ كونها نفساً عاجزةً وميِّتةً ومقهورةً في النشأتين ، فعليه أن يقرَّ أنَّ معرفةَ الربِّ محالةٌ . وهذا الإقرارُ هو المعرفةُ الحقيقيةُ للربِّ ، وهذا هو معنى العبارة النبويّة الجامعة .
فلَكَ أن تعجب من تعليق المحقّق وهو يزعم أن ابن عربي لا يفهمه إلاَّ من كانت له ملكاتٌ خاصّةٌ ، وأحسبه يريد بها ملكات أستاذه ( نيكلسون ) الذي قال فيه : ( درستُ الفصوص أوّل مرّة حينما اختار لي المرحوم نيكلسون المستشرق الإنجليزي الشهير دراسة ابن عربي موضوعاً لنيل الدكتوراه ، وكان بروكلمان قد قال فيه : " أنَّه من أخصب المؤلّفين عقلاً وأوسعهم خيالاً " ) ، وهل هناك أخصب من خيالٍ يجعل بروكلمان هو الربّ والربّ هو بروكلمان ! .
أكَّد ابن عربي فكرته مرّةً أخرى في شرح الآية الأخرى بقوله : وقال تعالى " سَنُرِيهِم آيَاتُنَا في الآفَاقِ وَفي أَنفُسِهِم حتَّى يَتبَيَّن لَهُم أنَّه الحقُّ " / فصِّلت 53 ، لهم أي للناظر أنَّه الحقّ من حيث أنَّك صورته وهو روحك وفي أنفسهم ( عينك ) ، ( فأنت له كالصورة الجسمية لك ، وهو لك كالروح المدبّر لجسدك ) انتهى .
إنَّ الآية الكريمة تضمّنت سبع جهاتٍ متفاعلةٍ عدا المتكلِّم تعالى ، بينما جعلها ابن عربي ذات جهتين فقط : المتكلِّم وهو الله ( وهو الحق ) ، وهو نفسه المرئي في الآفاق وفي أنفسهم ! ! لاحظ الجهات السبع في الآية :
المتكلِّم جهة ، والذين يتكلّم بالنيابة عنهم جهة ، والذين سوف يريهم جهة ثالثة ،

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست