responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 193


هذه فقراتٌ من حجارة ابن عربي التي سمّاها ( فصوص الحكم ) ، وهو من أوّل منظِّري ومؤسسي هذه المناهج . . من فصّ ( حكمة سبوحية في كلمة نوحية ) مع ملاحظة ما تحته خط قال :
( اعلمْ أيَّدكَ الله بروحٍ منه أنَّ التنزيه عند أهل الحقائق في الجانب الإلهي عين التحديد والتقييد ) المسلمون الأوائل استعملوا اصطلاحين : التنزيه والتشبيه ، واعتبروا من شبَّه الخالق وما نزَّهَهُ عن التشبيه كافراً . وابن عربي استعمل مفردتي ( تحديد وتقييد ) بدل مفردة ( تشبيه ) تخلّصاً من الإشكال مع تزويق العبارات ( بالجناب ) و ( أهل الحقائق ) ! ! لتخفيف وطأة الأمر على أهل الحقائق ! ! . ثمَّ شرح معنى الحقّ بتخليطٍ عجيبٍ ومحاولاتٍ راميةٍ إلى لبسه بالباطل ، ثمَّ قال موضّحاً : ( وكذلك من شبّهه وما نزّهه فقد قيّده وحدّده ) .
أريد منك أخي القارئ أن تتوقّفَ هنا لتقارن مع عبارته الأولى . فقد زعم أنَّ التنزيهَ هو عين التقييد والتحديد ! ! والآن أصبح معكوس التنزيه هو التقييد والتحديد ! .
حاول بالطبع أن يمرّرَ التشبيهَ الآن مستبدلاً اللفظ الذي استعاره لها وهو ( التقييد ) ، ولكن ذكاءه خانه فلم يلتفت إلى أنَّ العبارة الجديدة تنفي العبارة الأولى . ثمَّ قال : ( ومن جمع في معرفته بين التنزيه والتشبيه بالوصفين على الإجمال لعدم إحاطته بما في العالم من صورٍ ، فقد عرفه مجملاً على التفصيل كما عرف نفسه مجملاً على التفصيل ) .
ومن هذه العبارة كشف ابن عربي عن مكنون أفكاره بجلاءٍ . فالخالقُ يمكن أن يُعرفَ مجملاً على التفصيل في جميع الموجودات ، ولمَّا كانت الصور عديدة لا متناهية العدد فيمكن الاستعاضة عنها بالناظر نفسه . ثمَّ حاول الانتفاع بالنصّ النبوي لإثبات أنَّ الله هو العالَمُ والعالَمَ هو الله تمهيداً لجعل نفسه صورةً من صور الله فقال : ( لذلك ربط النبيّ معرفة الحقّ بمعرفة النفس فقال من عرف نفسه فقد عرف ربّه ) .
فالنصّ النبوي عنده يفيد التوحّد بين النفس والربّ ، وأنَّ معرفة أحدهما تستلزم معرفة الآخر .
إنَّ النصَّ النبويَّ يفيد عكس ما زعمه ابن العربي ، فهو يفيد

نام کتاب : النظام القرآني نویسنده : عالم سبيط النيلي    جلد : 1  صفحه : 193
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست